ألتمس العذر لوزارة العمل، في بحثها عن بديل فعال وجيد، لنظام «السعودة» الذي فشل على مدار سنوات مضت، في توطين الوظائف بالقطاع الخاص، وبالتالي باتت الغلبة في شركات ومؤسسات هذا القطاع، للموظف الأجنبي، فيما كان نصيب المواطن فيه دون الآمال والتطلعات. وبالأمس البعيد، أعلنت الوزارة عن البديل الناجع ل»السعودة»، ورأت في تطبيق فكرة «النطاقات» بألوانها الثلاثة، أسلوباً جديداً ومثالياً، يعزز فرص الشباب السعودي في سوق العمل الخاص، بعد امتلاء القطاع الحكومي بالمواطنين الموظفين. ما أروع أن يشعر الموظف السعودي أنه مرغوب ومطلوب في سوق العمل، وتأتيه طلبات التعيين من شركات عدة، فيفرض شروطه عليها، من أجل القبول بالعمل فيها، ويحدد الراتب والبدلات وفق إمكاناته وعطائه. لا أدري لماذا يخالجني شعور بأنه لا فرقا كبيرا بين مبادئ نظام «السعودة»، ونظام «النطاقات» خاصة إذا علمنا أن الأسلوبين يعتمدان على مبدأ العقاب والتهديد والوعيد للشركات والمؤسسات التي لا تبادر بتوطين النسبة المطلوبة في توظيف السعوديين، وكما ذكرت سابقاً، فللوزارة ألف حق وحق، في إيجاد أي وسيلة، تضمن بها فتح مجال التوظيف للمواطنين في القطاع الخاص، ولكن ما ألحظه أن هذه الطرق مجتمعة، سواء في نظام السعودة أو النطاقات، خالية من أمر مهم للغاية، وهو تأهيل الشباب قبل دخول سوق العمل.دعونا نتكلم بصراحة وشفافية أكثر، ونعلن أن توظيف الشاب السعودي رغم أنف القطاع الخاص، لن يكون فيه فائدة على المدى البعيد، سواء للشاب الموظف نفسه، الذي سيشعر أنه يعمل في وظيفته بقوة القانون، وبحزمة من العقوبات الرادعة تطبق في حق الشركات التي ترفض توظيفه، أو للدولة التي ترغب أن يكون من بين مواطنيها، أصحاب كفاءات وخبرات لا يستهان بها، فما أجمل أن تلهث شركات ومؤسسات القطاع الخاص، خلف الشاب السعودي، وترغب في الاستفادة منه، طامعةً في كفاءته وخبرته، وما أروع أن يشعر الموظف السعودي أنه مرغوب ومطلوب في سوق العمل، وتأتيه طلبات التعيين من شركات عدة، فيفرض شروطه عليها، من أجل القبول بالعمل فيها، ويحدد الراتب والبدلات وفق إمكاناته وعطائه، وليس وفق قوانين دولة، تحدد الحد الأدنى للرواتب، ومن هنا أعود إلى ما سبق أن ناديت به قبل شهور، وهو الاهتمام بجوانب التدريب والتأهيل، لأنها الطريق الوحيد، الذي يعزز فرص الشاب السعودي في سوق العمل الخاص، وبغير هذا التدريب، لن نعزز مكانة الشاب، ولا يعني كلامي أنه لا توجد برامج تدريب وتأهيل، تطبقها جهات عدة، فالبرامج موجودة، وتكلف الدولة مليارات الريالات، ولكن الحاصل منها، لم يكن جيداً، ومن هنا، ينبغي علينا، أن نبحث عن خطط بديلة للتأهيل، في شقيه «الفني» و»النفسي»، والأول يساعد الشاب على القيام بمهام وظيفته على أكمل وجه، مع الابتكار والإضافة إليه، والثاني يحفزه على القبول بأي وظيفة، ومحاولة إثبات الذات فيها، بدلاً من الارتماء في أحضان البطالة، عندها فقط، لن نحتاج إلى «السعودة»، ولا النطاقات بألوانها الثلاثة، وربما نحتاج إلى برنامج يدعو الشباب السعودي لتخفيض شروطهم المبالغ فيها عند عملهم في القطاع الخاص، رحمةً به. [email protected]