لفت نظري خبر في الصحف المحلية يشير إلى أن القنصل العام الأمريكي بجدة ( جينا ونستالي) تطالب الصحافة السعودية بالمهنية في التعامل مع القضايا الأمريكية! وجاء في (المطالب) أيضاً: التعامل ب( عدل ومهنية والتأكد من أي معلومة تصلهم قبل نشرها ناقصة أو مشوهة من خلال الاتصال بأي من المسؤولين الأمريكيين سواء في السفارة الأمريكية في الرياض أو القنصلية العامة بجدة حول أي موضوع يتعلق بالسياسة الأمريكية) وقالت في كلمتها مخاطبة الصحفيين في حفل عشاء أقامته القنصلية العامة الأمريكية بجدة بالقول: ( نحن لا نطلب من الصحافة السعودية أو الدولية ألا تنتقد الحكومة الأمريكية أو أي حكومة أخرى أو مؤسسة خاصة، لكننا نطمح لأن يطلعوا على وجهة نظرنا).. وحتى أكون مهنياً يجب أن أقول بعد نهاية هذا الاقتباس: ( انتهى كلامها) وسأبدأ بالتعليق عليه! فغير معلوم أولاً ما هي دواعي هذا الكلام ولا حيثياته التي دعت القنصل العام لتقول ما قالت، فربما تنامي لسمعها في أحد الاثنينيات والثلوثيات التي تحضرها بين الفينة والأخرى كلام جارح غير موضوعي ( لاسمح الله) عن السياسة الأمريكية! ولربما أن صحفيا سعودياً نسى نفسه فتجاوز خطوطاً حمراء يسمونها خطوط ( المهنية الصحفية)! كما أنه ثانياً لا ريب في أن هذه ( المطالب) من القنصل العام لم تكن غريبة، فهي جزء من الدور الذي يقوم به كل سفراء الولاياتالمتحدة وممثليها الدبلوماسيين في كل دول العالم! وحتى أكون مهنياً مرة أخرى، أحيل القارئ إلى العدد (1226) من مجلة ( المجلة) الذي صدر قبل خمسة أشهر حيث كان عنوان الغلاف وموضوعه الساخن ( سفراء أمريكا في الدول العربية: ضيوف أم أصحاب الدار؟) والذي يريد التفاصيل يرجع للعدد المشار إليه ليتعرف على أن القنصل العام بطلبها هذا لم تخرج عن العرف السياسي الأمريكي! كما يمكنك أن تتعرف على المزيد من اللطائف والمهمات المدرجة في البرنامج اليومي لهؤلاء الممثلين الدبلوماسيين. فأحدهم يزور المحافظات في بلد عربي ويستفسر من الأهالي عن مشكلاتهم وقضاياهم، في سابقة أبوية كريمة! وآخر تحت غطاء مكافحة الإرهاب يتدخل في الشؤون الداخلية، ويتباهي بالمساعدات التي تقدمها حكومته للدولة التي تستضيفه! وسفير آخر في بلد عربي يطلب الوقوف دقيقة صمت أخرى حداداً على أرواح ( الضحايا) الإسرائيليين مثلماً وقف قبلها دقيقة مجاملة للضحايا الفلسطينيين!