يزداد قلق القوات الامريكية في العراق مع ازدياد اكتشاف مواد متفجرة وقنابل من صناعة محلية عراقية تم العثور حتى الان على كمية كبيرة منها فيما اخذت كميات اخرى طريقها الى اجساد الجنود الامريكان وحولتهم الى اشلاء متناثرة في اكثر من مكان في العراق عبر عمليات بدأت تزداد شراستها مع مرور الوقت. ومنذ عدة اسابيع تكررت بيانات عسكرية تصدر عن القوات الامريكية في العراق ان صناعة مواد التفجير والقنابل المحلية التي تستخدم ضد القوات الامريكية قد اخذت بالانتشار وبطرق سرية خلال الشهرين الماضي والجاري بما زاد من قلق القوات الامريكية وضاعف التوقعات باستمرار الهجمات على الرغم من مزاعم القوات الامريكية بان عدد العمليات في العراق انخفض قياسا بالفترة السابقة وخاصة شهر تشرين الثاني - نوفمبر الماضي الذي شهد اكبر كارثة للقوات الامريكية في اعداد القتلى من جنودها . ويرى المراقبون والمهتمون بالوضع العسكري في العراق ان انتشار صناعة القنابل المحلية سيعقد الوضع الامني في العراق. وتقول القوات الامريكية ان من يقف وراء العمليات التفجيرية عناصر قادمة من خارج العراق وان الضغط على دول عربية مجاورة يمكن ان ينهي هذه الهجمات الا ان ظهور صناعة المتفجرات المحلية يربك القيادة الامريكية ويجعلها عاجزة عن حماية جنودها. خاصة وان تحصين حدود العراق وايقاف المتسللين لم يعد يجدي بعد ظهور دلائل تشير الى ان صناعة المتفجرات والقنابل المحلية قد ازداد مؤخرا وأصبح مؤثرا بشكل خطير وكبير ما يعزز وجهة نظر الذين يقولون ان المقاومة وجدت سبلا واساليب جديدة لمواجهة الاحتلال الامريكي. وكانت القوات الأمريكية قد اعتقلت مؤخرا 6 ناشطين عراقيين كانوا يضعون قنابل ومتفجرات محلية. وقد عثر على قسم منها في حوزتهم خلال عملية القاء القبض. وقال مصدر من القوات الامريكية ان الاشخاص الستة الذين القي القبض عليهم قرب مدينة كركوك وتتراوح اعمارهم بين 22- 32 عاما كانوا يملكون ساعات توقيت واسلاك تستخدم في اتمام عمليات التفجير عن بعد. وفيما كشفت القوات الامريكية في بياناتها الصادرة عن العمليات الهجومية ضد قواتها التي تمت في الشهر الحالي بان بعض العبوات الناسفة التي استخدمت في هذه العمليات كانت تفجر عن بعد وانها من صنع محلي ، قال بيان عسكري امريكي ان عناصر المقاومة العراقية اخذت باستخدام اجهزة تفجير متطورة في عملياتها ضد القوات الامريكية خاصة في مناطق غربي بغداد. وقال بيان صادر عن القوات الامريكية في العراق ان دوريات امريكية تعرضت قبل ايام في منطقة الرمادي غربي بغداد الى "3 " هجمات بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة استخدمت فيها اجهزة تفجير ( متطورة) لم تكن قد استخدمت من قبل. وذكر البيان ان احدا لم يصب بهذه الهجمات الا ان القوات الامريكية اعتقلت 28 شخصا في احدى مداهماتها للاشتباه في تنفيذهم هجمات ضدها واعتقال واسر 12 آخرين في مداهمة ثانية وقد صادرت 50 قاذفة ار بي جي وهو ما فسره مراقبون بمحاولة القوات الامريكية معرفة اسرار الاسلحة الجديدة التي تستخدم. يذكر ان عمليات تفجير عبوات ناسفة تم اكتشافها مؤخرا تتعامل بنظام التفجير عن بعد قد انتشرت في عدة مدن عراقية وسببت خسائر كبيرة للقوات الامريكية. وفي اطار ذلك يبدو ان القوات الامريكية عدلت في استراتيجية مداهماتها واصبحت تدهم الاماكن التي يعتقد ان عناصر من المقاومة تقوم باستغلالها في صنع قنابل ومتفجرات محلية ، حيث داهمت في الايام الماضية عدة ورش ميكانيكية في مدينة سامراء وبعقوبة وبغداد وتكريت في الايام الماضية لورود معلومات اليها تفيد بان هذه الورش ربما تكون مستخدمة في صناعة هذه المتفجرات. ويقول مراقبون انه يمكن استخدام بقايا مخلفات الحرب والقنابل التي لم تنفجر في صناعة مثل هذه المتفجرات اضافة الى صناعة اجهزة توقيت وبطاريات لاستخدامها في عمليات التفجير عن بعد. وقد انتشرت في الفترة الاخيرة في العمليات ضد القوات الامريكية حيث انخفضت الهجمات المباشرة بالقذائف على الدوريات الامريكية فيما ارتفعت عمليات تفجير العبوات الناسفة عن بعد وهو ما يرجح توفر الامكانيات التي تعزز من صناعة القنابل والمتفجرات المحلية .