تأخذ الاعمال المشتركة بين (فنان وأديب) قيمتها من خلال هذا التكامل الذي طالما دعا اليه المبدعون والمثقفون، لاشك ان مسافات متباعدة بين الادباء والتشكيليين في عدد من الدول العربية (المملكة) احداها، ومع المشاريع المتواضعة والمفهومة بتجميل نصوص دواوين شعرية او غيرها الا ان هناك هوة لم تزل في هذا الجانب خاصة وان البعض يراها استعادة او رسما للنصوص. في العام 2001 اقام الفنان والخطاط البحريني ابراهيم بوسعد معرضا سماه (تقاسيم) اختار لاعماله بعضا من نصوص بدر شاكر السياب لاسقاطها - كما يقول - على اللوحات وليس وضع رسوم توضيحية للقصائد، معتبرا ان اللوحة هي البداية، وهو ما ينطبق على جميع تجاربه كما يؤكد. كان (المعرض) وجوه وكان ابرهيم بوسعد احد اقطابه قد جمع اكثر من مبدع قاسم حداد، خالد الشيخ، عبدالله يوسف، في قاعة مركز الفنون مثار جدل وحيوية في الساحة التشكيلية الخليجية - حينها - لكنها تجربة لم تتواصل الا ما بين (رسام وشاعر) على الاغلب. في قاعة الرواق التي احتضنت اعمال بوسعد (تقاسيم) يقام عرض مشترك عنوانه (البرزخ) اما مبدعوه فهما ادونيس الشاعر المعروف وهيمت. يقدم المبدعان دليلهما بالكلمات فيقولان : برزخ، بين الشعر والرسم، الكلمة واللون، بين الرائي والمرئي بين هو وهي، انتم ونحن، بين الانسان والكون. لكن هل يكتب البرزخ ؟ هل يرسم؟ نسأل ، لا لكي نلقى جوابا، بل لكي نمعن في استقصاء المعنى، وفي استكشاف الصورة في برازخ الفصل والوصل حيث اللقاء والفراق ثوب واحد : ما يقترب وما يبتعد، ما يرى وما لا يرى، ونسأل لكي نوحي بهذه المسافات البرزخية التي نتأرجح فيها كما لو اننا نقف (....) على طرف العالم. الاعمال ذات المقاسات المختلفة اختلفت بين اعمال التصوير بتلوينات عليها من الداكن ما يغلب على الفواتح الا من شذرات ضوئية تحققها لمعانات لون ازرق مخفف على مساحة بيضاء لامعة او اصغر يضيء عتمه البني الداكن.. تقطيعات ومساحات خشبية تتكون منها اللوحة ، حروف او ما يوحي بها، او اشارات لاتقدم معنى بقدر ذلك الحس الجمالي الذي يمنح اللوحة تأثيرها هل هو تأثير يجرد او يضغنا امام غنائية لونية تكثف معها درجات اللون الواحد، او اللونين؟ بالمقابل نجد خامات مختلفة تتوسط كتابات شعرية واحالات انسانية تكشف قدرا من علاقة الاشكال بالحروف.. الكلمات التي كتبت بأناة وانتظام ومع هذا العرض يتم عرض فيلم وقائي حول المعرض للمخرجة فريال بن محمود اما المعرض فيستمر حتى التاسع عشر من يناير الجاري بقاعة الرواق في العادلية التي تنظم هذا الشهر دورات في الرسم والخط العربي. من أعمال المعرض