اعيد انتخاب الكاميروني عيسى حياتو في تونس رئيسا للاتحاد الافريقي لكرة القدم للمرة الخامسة على التوالي، وكانت العملية بمثابة استفتاء على (امير) كرة القدم في القارة السمراء والرمز الذي لا يمكن تجاهله في الرياضة الافريقية. وحصل حياتو (57 عاما) على 46 صوتا مقابل 6 اصوات فقط لمنافسه الوحيد البوتسواني اسماعيل بامجي خلال انتخابات الجمعية العمومية للاتحاد الافريقي على هامش بطولة الامم الافريقية الرابعة والعشرين التي تستضيفها تونس من 24 الحالي الى 14 المقبل. وحسب ما تقتضيه القوانين والانظمة، كان حياتو خارج قاعة الاجتماع خلال عملية الاقتراع، وقد لقي ترحيبا حارا لدى دخوله اليها بعد انتهاء الانتخابات. واكد الكاميروني ان الهدف من الاستمرار في رئاسة الاتحاد هو مواصلة ما بدأته من تطوير لكرة القدم الافريقية قبل 16 عاما. امامنا حائط يتعين علينا ان نتخطاه. لماذا لم يتجاوز منتخب افريقي الدور ربع النهائي في كأس العالم؟. لا يفتقد لاعبونا الى الموهبة وانما نحن ضحايا الارتجال في تحضير منتخباتنا. وهذا ينطبق على اللاعبين انفسهم، ففي حال خوض مباراة جيدة يعتبرون انفسهم نجوما ويرقصون ويتناسون الاستعداد للمباراة التالية. ومنذ توليه رئاسة الاتحاد الافريقي عام 1988، تمكن حياتو من اخراج كرة القدم الافريقية من العزلة والمحلية، وأعطاها المكانة التي تليق بها على الصعيد العالمي، وكان ابرز انجاز قام به رفع عدد المنتخبات الافريقية المشاركة في نهائيات كأس العالم من 3 الى 5. واعتبر حياتو ان تركيزه سينصب في الولاية الجديدة على انشاء الاكاديميات الاقليمية وتعديل المسابقات ومكافحة المنشطات. واكد حياتو مجددا ان امم افريقيا ستقام كل عامين وفي الشهرين الاولين لان ذلك حيوي بالنسبة الينا في افريقيا، فالحكومات لا تحسن الملاعب ولا تبني ملاعب اخرى جديدة الا عندما تنظم هذه البطولة بالذات، والدليل على ذلك مالي (2002) التي بنت 5 ملاعب. وعلى صعيد تنظيم مونديال 2010، اوضح حياتو ان دور الاتحاد الافريقي انتهى. لقد ناضلنا داخل الاتحاد الدولي (فيفا) من اجل تطبيق مبدأ المداورة بين القارات ولم يكن ذلك بالامر السهل على الاطلاق. والآن ليس من حقنا التدخل بين المرشحين، وهذا من صلب عمل اللجنة التنفيذية للفيفا. وشاهد رئيس الفيفا، السويسري جوزيف بلاتر الذي جلس في مكان قريب من حياتو، اعادة انتخاب الاخير ولمس على ارض الواقع مدى النفوذ الذي يتمتع به الكاميروني في كرة القدم الافريقية. ويبدو ان الرجلين اللذين تواجها خلال انتخابات رئاسة الفيفا عام 2002، وضعا خلافاتهما جانبا، وشكر حياتو بلاتر لاعتماد مبدأ التناوب بين القارات في تنظيم كأس العالم. وفي هذا الخصوص، اكد بلاتر مجددا ان الدولة المضيفة لمونديال 2010 ستعرف في 15 مايو، وقال لا نعرف من سيفوز لكننا نعرف منذ الان من هو المنتصر: بالطبع انها افريقيا. بعد ان شاهدنا اثر اول مونديال في اسيا عام 2002 (في كوريا الجنوبية واليابان) يمكننا تصور ما سيعطي ذلك الى افريقيا. واستبعد بلاتر مرة جديد التنظيم المشترك، وشدد من تونس التي قدمت ترشيحا مشتركا مع ليبيا، على ان دولة واحدة ستنظم اول مونديال في افريقيا عام 2010. يذكر ان تونس وليبيا قدمتا تنظيما مشتركا وهما تتنافسان مع مصر والمغرب وجنوب افريقيا. وطلب بلاتر من افريقيا دعم مشاريعه في تنشيط بطولة العالم للاندية عام 2005 لتحل محل الكأس القارية (بين بطل اوروبا وبطل اميركا الجنوبية) التي اعتبر ان الزمن تجاوزها، واستمرارية بطولة القارات للمنتخبات. وانتخب التونسي سليم شيبوب رئيس نادي الترجي ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة الامم الافريقية، عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي خلفا لمواطنه سليم علولو المنتهية ولايته، بعد منافسة مع المغربي سعيد بلخياط، عضو الاتحاد الافريقي، ومحمد راوراوة رئيس الاتحاد الجزائري، وهاني ابو ريدة امين الصندوق في الاتحاد المصري، والتوغولي الجنرال سيي ميمين. يذكر ان افريقيا ممثلة باربعة اعضاء في اللجنة التنفيذية للفيفا هم اضافة الى شيبوب وحياتو، المنافس الوحيد للكاميروني في الانتخابات البوتسواني اسماعيل بامجي، والمالي امادو دياكيتيه. على صعيد، آخر فشل النجم الغاني السابق ابيدي بيليه في اول تجربة لانتزاع منصب قيادي في اللجنة التنفيذية للاتحاد الافريقي كممثل لمنطقة غرب افريقيا (ب) في منافسة النيجيري اموس ادامو المنتهية ولايته. وعلق بيليه على فوز حياتو قد يكون الفوز جميلا بالنسبة الى حياتو لكن ليس بالضرورة الى افريقيا. كرة القدم الافريقية تتراجع وبدأت تتخلف عن نظيرتها الآسيوية وفي اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). يجب اعتماد التغيير. واضاف: يجب ان يعمل شيء ما. على اللاعبين ان يقوموا بذلك. وانا سأعود بالطبع.