عزيزي رئيس التحرير في زمن كثر فيه الفساد والمفسدون واختلط فيه الشر بالخير فلا تكاد تعرف ان تفصل بينهما الا ان يشاء الله، وفي ظل هذه الاختلاطات ظهرت فئة من الناس يضلون عن سبيل الله بغير علم ويحسبون انهم مهتدون، (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون). فهم كما يزعمون يظنون انهم يبتغون الاصلاح ويسعون اليه، ولكنهم في حقيقة أمرهم حادوا وانحرفوا عن طريقه الاصلاح وما ذلك الا لانهم زاغوا عن الحق، (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم). وقد سلك هذا المسلك قبلهم فرعون عليه من الله ما يستحق عندما دعاه موسى عليه السلام الى الايمان بالله وحده فأراد فرعون ان يقتل موسى قال تعالى: (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف ان يبدل دينكم او أن يظهر في الأرض الفساد). فزعم ان موسى عليه السلام يريد الافساد في الارض اما هو فهو الصالح المصلح العالم بسبيل الخير، قال تعالى: (قال فرعون ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد). فجزاؤه انه (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود، وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود). فهم بعملهم هذا يتبعون منهج قائدهم في الغواية والاضلال وهو ابليس عليه لعنة الله حين امر آدم عليه السلام بالأكل من الشجرة التي نهاه الله ان يأكل منها، فزينها ابليس له وسماها (شجرة الخلد وملك لا يبلى) وبعد ان زينها له عقب بقوله: (إني لكما لمن الناصحين). فهو يعلم انه يريد ان يضلهما ولكنه تلبس بلباس النصح والاصلاح وهذا حال مثل هذا الصنف انهم يتلبسون بالهداية، قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون) فهم بهذا العمل قد خسروا اعمالهم، كما قال تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). وقد ذكرهم الله بصفات منها: 1 المخاصمة في الباطل، قال تعالى : (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام). 2 انه سيىء الفعال، قال تعالى: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد). 3 التكبر والتجبر عند تذكيره بالله، قال تعالى: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم). 4 الاعراض عن ذكر الله والغفلة عنه، قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين). عبدالله بن خالد بورسيس