يرى كلاوس شفاب، المدير المؤسّس للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس شرق سويسرا أن الأجواء التي ينعقد فيها المنتدى هذه المرة تدعو إلى التفاؤل مقارنة مع أوضاع العام الماضي. ويبدو أن المشرفين على هذه التظاهرة الدولية المرموقة قد تجاوزوا حالة الطوارئ التي طبعت أشغالها في العامين الماضيين عندما تحوّلت إلى محفل لاستعراض ردود الفعل حول الأحداث، مثلما حصل في دورة نيويورك الاستثنائية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أو في دورة العام الماضي عشية الاستعداد لحرب الولاياتالمتحدة على العراق. هذا العام، عاد منتدى دافوس إلى سالف عهده، واختار البحث في المسارات الجديدة التي يقترحها على رجال السياسة والاقتصاد والمال للسنوات المقبلة. ويقول الشعار الذي تم اختياره هذا العام: إن الأمن والرفاهية الاقتصادية شرط لتحقيق السلام في العالم. وفي معرض شرحه لهذا الاختيار، يقول مدير المنتدى: إنه لا يمكن تحقيق نمو اقتصادي مستديم، إذا لم يتوافر الأمن، كما لا يمكن تحقيق الأمن في بعض المناطق المضطربة من العالم إذا لم يكن هناك أمل في تحقيق الرفاهية، أي أن توفير الأمن والرفاهية معناه تحقيق السلام على حد قول السيد شفاب. ومن المؤكّد أن إطلاق شعار من هذا القبيل، يُعزّز انتقادات المعارضين للمنتدى وللعولمة بشكل عام، الذين لا يتردّدون في اتهامه بالترويج لرؤية غربية أحادية الجانب قائمة على أسس غير عادلة. وفي ردّ على سؤال حول سبب غياب عبارة العدالة عن شعار دورة هذا العام، أكّد السيد كلاوس شفاب أنه قصد ذلك ضمنيا لأن العدالة تتطلب أيضا تحقيق الأمن والرفاهية. وتُفيد الأرقام التي قدّمها المشرفون على المنتدى أن دورة هذا العام ستستقطب اكثر من 2100 مشارك من 94 بلدا .