عزيزي رئيس التحرير قرأت في عدد الثلاثاء 21/11/1424ه من جريدتنا (اليوم) وفي صفحة (ناصح الرشيد) ما نشر بعنوان (حياتي مأساة كبيرة) وكان الموضوع يقدم صورة عن آلام الحياة الزوجية التي تعيشها بعض الزوجات. وقد تذكرت في هذا الحال شفقة الآباء على بناتهم وخوفهم من المستقبل المجهول عندما يزوجوا البنت الى رجل قد تأتي النتائج على غير ما يحب هو وابنته.. وتذكرت في هذا الحال قول احدهم.==1== أحب بنيتي فوددت أني==0== ==0==دفنت بنيتي في جوف لحد فإما ان أزوجها غنيا==0== ==0==فأبقى عنده في ثوب عبد وإما ان أزوجها فقيرا==0== ==0==فتبقى عنده والهم عندي وإما ان ازوجها سفيها==0== ==0==فيلعن والدي ويسب جدي دعوت الله يأخذها قريبا==0== ==0==فقد كانت أعز الناس عندي==2== قالها أحد الشعراء قديما وكان محبا لابنته ويخشى ان تكون تعيسة في زواجها وقد صور فيها الزواج بشكل سوداوي.. ان الله سبحانه وتعالى خلق الزوجين من أجل عبادته والانجاب وتبادل الحقول فيما بينهما فالحياة الزوجية صورة مصغرة للحياة الكبيرة فالمجتمع لا يصلح بدون رؤساء والأسرة لا تصلح بدون رجل فالرجل دوره في الحياة الزوجية بانه يعمل ويتعب ويتحمل المشقة من أجل تلبية حاجات الأسرة في جميع متطلباتها سواء مادية او معنوية. أما المرأة فدورها في الأسرة تنفيذ حقوق الزوج والأبناء والقيام على جميع واجباتهم وملاحظاتهم في كل شيء. ولكنها أكثر عطاء للأسرة من الرجل لانها تلازمهم طوال اليوم عكس الرجل الذي ينتقص بعض حقوق الأبناء والزوجة. فالإنسان معرض دائما للخطأ والإساءة ولكن المهم ان يحس الإنسان بالخطأ والإساءة وأن يتوب ويجاهد نفسه على التوبة وعدم التمادي في الخطأ حتى يشعر بالسعادة الزوجية. فالمجتمع العربي بشكل عام لا يقدر او لا يعرف معنى كلمة امرأة في المجتمع بل البعض يجعل كلمة امرأة مرادفا لعدم القيمة او المكانة في حياة الرجل. فهناك عدة تساؤلات تدور في ذهن المرأة سواء المتزوجة او الفتاة التي تعرضت لبعض التعقيد ويريدون لها اجابات من جانب الرجل وهي كالتالي: 1 لماذا أغلبية الرجال يتصفون بصفة الأنانية؟ 2 لماذا بعضهم لا يصون الأمانة في علاقاته برغم ان الزوجة توفي بحقوقه كاملة دون نقص او قصور؟ 3 لماذا يريد بعضهم اثبات شخصيته باحراج الزوجة وإذلالها..؟ 4 لماذا غالبية الرجال المتزوجين لا يكون بينهم وبين زوجاتهم كلمات جميلة توحي بعاطفة الحب ولو لجبر خاطر المرأة؟ بل تقال قبل الزواج فقط ثم ينسونها.. فجميع هذه الأسئلة لها قصص وحكايات متعددة مما لا يصدقه عقل.. ثم يرد الرجل ويقول كذلك المرأة توجد فيها بعض الأشياء. أقول ممكن ذلك ولكن بنسبة بسيطة وفترة قصيرة أي اما أن تكون ما زالت في سن المراهقة او نزوة بسيطة ثم ترجع لصوابها ووعيها وتتوب الى الله اما الرجل فتدوم معه مشاعر الحرج بزيادة او نقصان حتى لو كبر وطالت مدة العشرة بين الزوجين. ان المرأة قد تخطىء ولكن هناك سبب جعلها ترتكب الخطأ.. ربما من معاملة الزوج لها او عدم احترامها وعدم اعطائها حقوقها وعدم الاهتمام بها كامرأة في المجتمع. فالمرأة بشكل عام أقوى عاطفة او أضعف تفكيرا من الرجل والعكس عند الرجل فهو أقوى تفكيرا وأقل عاطفة من المرأة.. فالرجل يتصف بالاستقلال الفكري والمرأة تتصف بالحساسية. فالحياة الزوجية لا بد ان ينشأ فيها الحب الصادق ويحترم ويقدر كل منهما الآخر ويكون هدف الزوجين واحدا ومحددا هو تذليل كل الصعوبات من أجل الارتباط والبقاء معا طول العمر وان يظهر الزوج أمام زوجته والمجتمع بمظهر حقيقي ليس فيه وجه آخر.. فيريد ان يجعل المرأة تخضع وهو في نفس الوقت يذمها.. فليتنا نجد اجابة على بعض هذه الأسئلة وبشكل صريح. بعض الفتيات غير المتزوجات عندما لاحظن كثرة المشاكل الزوجية وحب الرجل لنفسه من أجل مصلحته الذاتية (أي اخذ الفائدة والمصلحة من الزوجة, ثم تجاهلها كل ذلك جعل هذا البعض يتردد في اتخاد قرار الزواج وأصبحت بعضهن تفكر في أن بيت والدها فيه حفظ لكرامتها وصيانتها وانه أفضل من ان تكون تحت رحمة الزوج القاسي.. وقد يكون هذا الوضع أحد أسباب العنوسة في المملكة.. فلا بد ان يحسن الرجال معاملتهم لزوجاتهم ويحاولوا تغيير وجهة نظر المرأة اليهم بما يغرس الثقة والطمأنينة في معاشرتهم حياة زوجية يسودها الرضا والسعادة. خالدة محمد