ما أكثر ما نسمع عن مصادرة الحريات وتكميم الأفواه وقمع الشعوب وتحدي إرادة الجماهير!! وما أكثر أولئك الذين يتسخطون من استبداد الحكومات وتسلط الديكتاتوريات وكثرة الفراعنة الذين ينادون بديمقراطية وهمية شعارها (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)!! وما أكثر مسيرات الاحتجاج والمعارضات السلمية والتي تحولت مع مرور الوقت وزيادة الضغط إلى غضب شعبي أودى بكراسي الطغاة في نهاية المطاف!! عزيزي القارئ.. لعل تلك المقدمة مناسبة للحديث عن الإستبداد السياسي ومدخل جيد لتقييم أنظمة قامت على أنقاض الحريات، أو مصير طغاة جثموا على صدور شعوبهم ردحاً من الزمن حتى طوتهم عجلة التغيير ولفّتهم رايات الانقلاب.. ولكن بما ان الكلام في السياسة قد يندرج تحت بند المحرمات ويعدّه البعض من نزغات إبليس فإني أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون.. وحتى لا نخرج عن موضوع الاستبداد فسأشير إلى استبداد اجتماعي يمارسه بعض أولياء الأمور بديكتاتورية مقيتة في إدارة شؤون أسرهم وقمعٍ لإرادة زوجاتهم وأبنائهم. أتساءل أحيانا كم أخءفَتء تلك الأسوار صنوفاً من القهر والاستعباد؟! وكم استحالت بيوت إلى ثكنات عسكرية لا رحمة فيها أو مودة إنما هي الطاعة العمياء أو العقاب الصارم؟! وكم ضمّت تلك الجدران آهات زوجات يعشن تحت تسلط الأزواج وقهرهم؟! وكم من ليلة بكت فيها مسكينة يقال لها (زوجة) من ضرب واعتداء مجرم يدعى زوجها؟! وكم من بيوت صارت معتقلات للزوجة والأبناء؟! فلا خروج ولا نزهة ولا اجتماع أسري يجمع شتات القلوب ويلمُّ شعث النفوس.. بل إن البعض تمادى وتفنن في إذلال زوجته حتى عدّها من سقط المتاع فلا حوار معها ولا أحاديث عذبة أو حتى ابتسامة مجاملة، وبعضهم كرّس الخنوع والخوف في نفوس أبنائه، فلا يتحدثون بحضرته فضلاً عن اللعب والمزاح، وما جزاء من يفعل ذلك منهم إلا صفعة على وجهه أو نظرة تهديد تغني عن كثير من الكلام!! وما أكثر الحقوق الضائعة!!