شهدت منطقة الخليج في السنوات الأخيرة تغييرا وتطورا كبيرين في كل المجالات نتيجة للطفرة النفطية التي مرت بالمنطقة ومن تلك التغيرات ماحدث لوسائل الحياة اليومية والمعيشية..التي فرضت أساليبا معينة مثل الاهتمام بالوسائل التي كانت سابقا من الوسائل الكمالية. ومن تلك التطورات التطور في العمران والاهتمام الكبير بالديكورات والشكل الخارجي والداخلي, وبالأثاث المنزلي وبالذات الكنب (الأريكة) التي أصبحت من الأشياء الرئيسة في المنازل وخاصة في المجالس والصالات. ونتيجة لهذا الإقبال الكبير من قبل المجتمع بالكنب أقيمت الأسواق وصالات العرض الكبيرة لتلبية رغبة الطلبات التي تزداد مع الأيام ونتج عن ذلك إنشاء المصانع المحلية لصناعة الكنب التي تنتج جميع أنواع الموديلات ذات الأسعار المتنوعة, وأصبحت الأسعار في متناول الجميع. وكبقية الأعمال والأنشطة التجارية شهدت صناعة الأثاث في الفترة الأخيرة تأثرا كبيرا. عن ذلك يقول عبدالغني الرميح مسؤول في احد المصانع المشهورة في المنطقة الشرقية المتخصصة في صناعة الأثاث: بسبب ازدياد الإقبال على شراء الكنب انتشرت ظاهرة الغش في صناعة الاثاث بشكل عام وفي الكنب بالذات وذلك من قبل أصحاب النفوس الضعيفة ومن قبل العمالة التي تعمل لحسابها الشخصي حيث تقوم هذه المحلات بصناعة الكنب والأطقم بمواد سيئة من أقمشة وإسفنج وأخشاب وخياطة, و بشكل خارجي مشابه للموديلات الحديثة.. والتي تغري الزبون لانخفاض أسعارها.. و قد اثر ذلك على المصانع الكبيرة التي تنتج الكنب بمواد جيدة ومكلفة جدا. مضيفا للأسف إن المستهلك يستغل كثيرا نتيجة جهله, وعدم معرفته بالأنواع الجيدة, مؤكدا بان الزبون ضعيف دائما أمام الأسعار المنخفضة والشكل الخارجي.. وعدم اهتمامه بالجودة. وتتضح الحقيقة للمستهلك المسكين بعد فترة قصيرة جدا من استخدامه حيث تظهر العيوب مثل تغير ألون أو تمزق القماش أو الانكسار في الخشب, والضرر لا يتوقف على المستهلك بل يصل إلى المصانع الكبيرة التي تتأثر كثيرا بوجود مثل هذا الغش وان بعض المصانع معرضة للإغلاق لانخفاض الإيرادات والأرباح. ونتيجة لذلك تضطر كثير من المصانع إلى خفض أسعارها فيقول مصطفى التركي الموظف بإحدى الصالات: نعرض خصومات كبيرة على جميع الأصناف فبعض الأطقم للكنب التي تباع في الفترة السابقة بسعر 7 ألاف ريال تباع الآن 4 ألاف ريال والذي يباع 3 ألاف ريال يباع بألفي ريال. ويطالب أصحاب المصانع الكبيرة وزارة التجارة بالتدخل لحماية التاجر والمستثمر, وكذلك لحماية المستهلك من حالات الغش والتلاعب, وأكد عدد من التجار على ضرورة الاهتمام من قبل المستهلك بمعرفة النوعيات الجيدة من الرديئة, والتمييز بين النوع الوطني والأجنبي. ارتفاع العرض مقابل الطلب في سوق الاثاث