نأمل أن يكون تأكيد معالي وزير النقل منذ أسبوعين بأن هناك توجهاً لتطوير الموانئ وجعل ميناء مدينة جدة ميناء محوريا هو نقلة نوعية في التعامل مع الموانئ، فلا يعقل أن تتكدس البضائع في ميناء جدة ويتأخر فسحها لمدة تزيد على ستة أيام. التجار تكبدوا خسائر مالية كبيرة ورفعوا الشكوى للجهات المختصة. وحتى نكون منصفين، الشكوى وجدت اهتماماً من معالي وزير النقل حيث قام بزيارة الميناء. ولكن هل المطلوب فقط زيارة عابرة للميناء والتقاط بعض الصور التذكارية؟ مر عام كامل على صدور قرار رئيس المؤسسة العامة للموانئ بتشكيل لجنة لدراسة إجراءات تسريع فسح البضائع واستخدام التقنية الحديثة، وقد تمت مشاركة عدة جهات منها الجمارك ووزارة التجارة والصناعة ولجنة التخليص الجمركي وقد خلصت أعمال هذه اللجنة عن عدة توصيات. السؤال هنا ماذا تم بشأن هذه التوصيات؟ هل وجدت طريقها المعتاد مع الملفات القديمة تحت غبار الروتين وتم تشكيل لجان أخرى لإعادة بحث مشاكل الموانئ بداية من الصفر؟ لا أريد هنا أن أعدد مطالب أصحاب الشأن ولا سيما أن التجار قد وسعوا صدورهم وناشدوا الجهات المختصة بتحقيق مطالب معينة. يجب تفعيل التواصل مع الجهات المختصة للتخفيف من تكدس الحاويات الموجودة داخل الساحات كما يفترض تشغيل أجهزة الأشعة للكشف على البضائع لتسهل عملية المعاينة والقضاء على تكدس البضائع. كذلك أجد صعوبة في فهم ضرورة أن يدخل التجار المعلومات في الحاسب الآلي علماً بأن جميع المعلومات المطلوبة موجودة أصلاً على أجهزة الجمارك. كل هذه الأمور وغيرها تحتاج إلى إيضاحات مقنعة وعملية. أدعو الجهات المعنية وزارة النقل والمؤسسة العامة للموانئ والجمارك بالاضافة للجهات الأمنية لتفعيل توصيات مرافق الموانئ السعودية بتطوير أوضاع خدمات الموانئ ورفع كفاءتها التشغيلية. إننا نواجه تحديا إقليميا وآخر دوليا: فقد حان الوقت لتعزيز دور الموانئ في ظل المنافسة مع الموانئ المجاورة حيث تفرغ الحاويات وتخزن البضائع في بلد مجاور مثل دبي خلال ساعات قليلة مما يفقدنا ميزة تنافسية. كذلك علينا أن نستعد للمنافسة المترتبة على انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وزيادة الحركة التجارية بين الدول والتجمعات الاقتصادية. لعل تكدس البضائع في ميناء جدة لمدة ستة أيام كانت حالة عرضية لا يجب لها أن تتكرر تحت أي ظروف أو مبررات. * عضو جمعية الاقتصاد السعودية