في عام 1998م كانت شركة "روكويل كولينز" العملاقة لصناعة الطيران والفضاء تنهج برنامجا عقيما في سياساتها التعليمية والتدريبية .. ورغم ذلك خصصت ميزانية كبيرة لتمويل هذه البرامج تصل الى نحو ال( 3ر17 ) مليون دولار أمريكي .. في وقت كانت فيه الرؤية واضحة تجاه عقم هذه البرامج وابتعادها عن حاجات الموظف أو الأهداف الإستراتيجية للشركة... في كتابهما(صُنع ليُعلِّم) للناشر أماكوم وفي صفحاته ال (271) يقدم المؤلفان كليف رورينجتون وكريس باتلر دروسا عن تجربتهما في هذه الشركة. يقول المؤلفان: أنه لم تكن ثمة فرص متاحة لاختيار نوعية التدريب أو إدارته .. وكانت النتائج في معظمها محل شك. بيد أنه بحلول العام 2001م بدلت الشركة جلدها لتبدو شركة تعليمية من الطراز الأول ذات برنامج تعليمي يعتمد على التكنولوجيا بالأساس في إطار خطة إستراتيجية نشيطة. ومع التغيير الذي طرأ على الشركة زاد عدد دوراتها بنسبة 400بالمائة حيث يستفيد منها أكثر من 17 ألف موظف في أنحاء العالم. وبين العامين 1998 و2001 حققت الشركة مدخرات بلغت قرابة 23 مليون دولار خلال الثلاث سنوات. ويعتقد كليف رورينجتون وكريس باتلر أن نجاحهما في روكويل كولينز جاء نتيجة اهتدائهما إلى مناخ يقوم على التدريب الذي يتم بالاستعانة بأدوات تكنولوجية. وعلاوة على ذلك، فإن جوهر تحولهم هذا هو اعتناقهم لثقافة التدريب. واعتمدا طريقة إستراتيجية في التدريب تتكون من عشر خطوات غيرت نظرة موظفي الشركة للتدريب، وغيرت موقف الإدارة وأوجدت بيئة جديدة جعلت التدريب يشكل عنصرًا حيويًّا في العملية التجارية برمتها... والخطوات هي: فهم نشاط وأعمال الشركة. إجراء تقييم لأداء المنظمة. تحديد الأهداف الأساسية للشركة. وضع إستراتيجية للتخطيط. اختيار البائعين. تقدير تكاليف وعوائد المشروعات المستقبلية. تأمين المشتريات من الإدارة العليا. الوفاء بما تم التعهد عليه. القيام بعمليات التقييم والتعديل. الاحتفال بالنجاح. وبهذه الخطوات السحرية تمكن المؤلفان من تحسين أداء النظام التدريبي في الشركة روكويل كولينز وضمان جودته .. وكانت النتيجة هذا الدرس الخصوصي المباشر سهل الفهم المتعلق بإنشاء منظمة توفر خدمة تعليمية مرنة تقوم على الأداء والتركيز على الثقافة تربط المنهج التعليمي بسوق العمل. وعلى الرغم من أن رورينجتون وباتلر بينا- بالتفصيل- كيف أن هذه العملية نجحت في تحول روكويل كولينز وهي من غلاة المحافظين المناوئين للتغيير فإن هذه الوصفة التي قدماها تعتبر وصفة جاهزة تصلح لأية شركة من أي حجم وأية صناعة. Built To Learn The Inside Story of How Rockwell Collins Became a True Learning Organization By: Cliff Rurington and Chris Butler, with Sarah Fister Gale 271 pp. AMACOM