أكد مدير محطة الفحص الدوري للسيارات في الاحساء المهندس شاكر حسن الخليفة نجاح المشروع في تحقيق أهدافه، في تقليل عدد السيارات التالفة التي يتم اكتشافها من خلال الفحص، كما ساهم في تقليل نسبة التلوث، التي انخفضت بمقدار 80 في المائة حسب بعض الدراسات التي أجريت. وذكر في حوار أجرته معه (اليوم) ان المحطة التي تصنف ضمن المستوى الثاني تعمل بطاقة 1000 سيارة يومياً، وان عملية الفحص الدوري لا تتعدى مدتها 6 دقائق، وتتمم من خلال كوادر سعودية مدربة، تملك خبرات كبيرة في هذا المجال، وتستخدم في مجال عملها تقنيات متقدمة جداً. حول عمل محطة الفحص الدوري دار هذا الحوار مع المهندس الخليفة: التأكد من السلامة @ هناك تساؤل مطروح يتداوله عدد غير قليل من أصحاب السيارات وهو لماذا الفحص الدوري للسيارات؟ برنامج الفحص الدوري للسيارات تم تصميمه بواسطة وزارة الداخلية استنادا الى توصية الخبراء بالوزارة بهدف تأمين سلامة المركبات على الطرق العامة.. فمن البديهي ان أي تلف او خلل في أداء السيارة يمثل تهديدا لراكبيها وراكبي السيارات الأخرى وكذلك جميع مستخدمي الطريق من مشاة وراكبي الدراجات الهوائية.. لذا فان صيانة المركبة تعتبر من الأمور ذات الاهتمام العام. وبما ان الاستخدام الطبيعي للسيارة أو أي مركبة ينتج عنه تآكل تدريجي وتغير في ضبط معظم أجزاء السيارة.. ويصاحب ذلك زيادة في احتمالات وقوع حادث بالمقارنة بالسيارة المصانة.. ولما كانت أولويات السلامة تقتضي ان تكون جميع المركبات المستخدمة على الطرق العامة مصانة بالكيفية التي توفر الأداء بشكل آمن.. لذا فانه يتوجب على مستخدمي المركبات اجراء الصيانة الوقائية لها من وقت لآخر, للتأكد من سلامتها واكتشاف أي خلل يهدد مستخدميها, إلا ان أغلب مالكي السيارات يتهاونون في هذه المسألة, وهو ما دعا وزارة الداخلية الى إنشاء وتشغيل نظام فحص اوتوماتيكي, يعمل بواسطة الحاسب الآلي اطلق عليه (برنامج الفحص الدوري للسيارات).. وهو يتبع الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية ويقوم بتنفيذ أهدافه من خلال عدد من محطات الفحص المنتشرة في كافة أنحاء المملكة. السلامة وتلافي الحوادث @ وما أهداف البرنامج؟ ان المقولة المشهورة (الوقاية خير من العلاج) تجسد بشكل دقيق ماهية مضمون الفحص الدوري, الذي يعني تأمين سلامة المركبات على الطرق العامة ومن ثم الحد من الحوادث المرورية ونتائجها, والتي تقع في أغلب الأحيان بسبب خلل في أحد أجزاء السيارة.. اضافة الى ذلك فان البرنامج يهدف أيضا الى الحد من تلوث البيئة الناتج عن تشغيل هذا العدد الهائل من المركبات. القدرة الاستيعابية @ من المعروف ان محطات الفحص الدوري للسيارات موجودة في المدن الكبرى والرئيسية.. فهل هذه المحطات كافية لاستيعاب جميع المركبات المتقدمة للفحص؟ * صممت محطات الفحص الدوري في كل مدينة لكي تستوعب كل السيارات الموجودة في تلك المدينة.. وتوجد 4 مستويات لمحطات برنامج الفحص الدوري.. وهي: محطة ذات 10 مسارات. محطة من 3 الى 5 مسارات. محطة ذات مسارين. محطة ذات مسار واحد. وقد تم تحديد حجم وطاقة كل محطة على ضوء اعداد المركبات الموجودة بكل منطقة مرورية, كما توجد إمكانية التوسعة وزيادة الطاقة الاستيعابية لكل محطة لاستيعاب أي زيادة مستقبلية. 5 مراحل @ كيف تتم عملية الفحص؟ تتم عملية الفحص الفني على المركبة من خلال تسلسل فني منظم عبر 5 مراحل ضمن المسار الواحد. المرحلة الأولى: ويتم فيها مطابقة وتسجيل بيانات المركبة والفحص الخارجي النظري لأجزاء السيارة الخارجية. المرحلة الثانية: اختبار آلي اللانزلاق (الانحراف) الجانبي للعجلات والمكابح (الفرامل). المرحلة الثالثة: ويتم فيها فحص استقامة المركبة واختبار غازات العادم وشدة الأنوار الأمامية. المرحلة الرابعة: الفحص السفلي للمركبة ونظام التعليق الأمامي. المرحلة الخامسة: غرفة المراقبة.. ويتم فيها إصدار النسخة الأساسية من شهادة الفحص وكذا ملصق الفحص. وتتم جميع مراحل الفحص بواسطة حاسب آلي متطور يتحكم في كيفية تشغيل المعدات والأجهزة الخاصة بعملية الفحص من بدايتها وحتى النهاية بما في ذلك احتساب ورصد النتائج. 1000 سيارة يوميا @ وماذا عن محطة الاحساء؟ محطة الاحساء او الهفوف طبقا للاسم الرسمي لها.. وتصنف ضمن المستوى الثاني, فهي محطة ذات 3 مسارات, بطاقة استيعابية تقدر بألف مركبة في اليوم الواحد, ضمن نطاق ساعات العمل اليومية العادية.. ويتوافر بالمحطة إمكانية التوسعة باضافة مسارين آخرين اذا ما دعت الحاجة المستقبلية الى ذلك.. اما الآن فالمسارات الثلاثة كافة جدا لاستيعاب اعداد المركبات الموجودة بمحافظة الاحساء.. لأن المسار الواحد يستوعب 5 سيارات للفحص في آن واحد, أي سيارة واحدة في كل مرحلة من مراحل الفحص الخمس السابق الإشارة اليها.. وفحص السيارة الواحدة يستغرق (6) دقائق فقط, أي بمعدل دقيقة ونصف الدقيقة في كل مرحلة, وهذا يعني ان المسار الواحد ينهي فحص أكثر من 40 سيارة في الساعة الواحدة. تدريب العمالة السعودية @ من الملاحظ ان أغلب العمالة بالمحطة من السعوديين والقليل من العمالة الوافدة.. ومن الملاحظ أيضا ان العمل بالمحطة ذو طابع فني دقيق ويحتاج الى مهارات خاصة. والسؤال هو.. من أين وكيف يتم تأمين العمالة السعودية وبهذا القدر العالي من المهنية؟ البداية كانت مع بداية المشروع أي في مرحلة التخطيط والاعداد.. حيث أدرك القائمون عليه ان التشغيل الأمثل لأجهزة الفحص يتطلب كوادر عالية التخصص, وهي بالطبع غير متوافرة في سوق العمالة سواء من خريجي الجامعات او المعاهد او المؤسسات التعليمية الأخرى.. كما انه من غير المقبول الاعتماد على العمالة الوافدة كليا وبشكل دائم, ولهذا قرروا ومنذ البداية إنشاء مركز تدريب متخصص, يتولى تدريب العمالة اللازمة لمحطات الفحص الدوري من فنيين وإداريين, ويقوم المركز حاليا بتنظيم ثلاث دورات سنويا, لتدريب العاملين على مختلف الأنشطة المرتبطة بعملية الفحص الدوري.. ومن هذا المركز يتم تأمين العمالة السعودية المدربة لمحطة الهفوف وباقي محطات الفحص الدوري. @ هل نجح مشروع الفحص الدوري للسيارات في تحقيق أهدافه؟ أشرت في الإجابة عن السؤال الثاني الى أهداف البرنامج والتي تتلخص في شيئين: الأول: الاقلال من اعداد المركبات التالفة, التي تكون سببا في وقوع الحوادث المرورية وزيادة خطورتها. والثاني: الحد من تلوث البيئة.. لأن المركبات تعد من المصادر الأساسية لملوثات طبقات الجو بما تنفثه من غازات العادم. وقد أكدت الدراسات التالي: أولا: انخفاض عدد الحوادث المرورية ونسبة خطورتها نتيجة للصيانة الجيدة للمركبات, وبالتالي قلت اعداد السيارات التالفة, التي تتسبب في وقوع الحوادث المرورية. ثانيا: تشير دراسة أعدتها احدى هيئات البحوث بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية الى ان نسبة التلوث في مدينة الرياض انخفضت بنسبة 80% وعلى هذا نستطيع القول ان مشروع برنامج الفحص الدوري للسيارات نجح في تحقيق أهدافه.. يضاف الى ذلك الفوائد الاقتصادية العديدة التي تحققت من تطبيق هذا البرنامج والتي يطول الحديث عنها, ولكن أشير فقط وبإيجاز الى بعض عناصرها مثل: إطالة عمر السيارة, ومن ثم الإقلال من استيراد السيارات الجديدة وقد أوضحت الدراسات ان البرنامج ساهم في توفير ما بين 2.5 بليون و3.5 بليون ريال سعودي سنويا كانت تنفق في استيراد المركبات الجديدة. كما ساهم في تطور وتحسن نوعية الخدمات بورش إصلاح السيارات نتيجة لمواكبة متطلبات الفحص. وأضحى برنامج الفحص الدوري للسيارات حقلا رحبا لاجراء البحوث والدراسات. وقد ساهم كذلك في تحسن وانتعاش سوق السيارات المستعملة.