كثيرا ما يسألني أحد الآباء أو الأمهات متى يجب أن أحضر طفلي للفحص عند طبيب العيون؟ حقيقة هذا السؤال هام جدا لأننا كثيرا ما نواجه مشكلة أن الطفل قد حضر للفحص بعد تدهور حالة عينيه مما يجعل العلاج أصعب ونسبة نجاحه أقل مما إذا تم فحص الطفل في الوقت المناسب. وفيما يلي عدة قواعد يمكن اتباعها لتجنب أي ضرر قد يحدث لعيون أطفالنا. اولا: الفحص الدوري: يجب القيام به مرتين في سنوات الطفولة المبكرة، مرة يتم الفحص بعد الولادة، ومرة أخرى في أي فترة قبل سن أربع سنوات.. هذا في حالة ما كان الطفل لا يعاني من أي الأعراض التي سنتناولها لاحقا.. ثانيا: الفحص العاجل: يجب الذهاب لاستشاري عيون الأطفال في اقرب وقت ممكن عند ظهور أحد الأعراض التالية على الطفل: 1- عدم القدرة على تثبيت عينيه ومتابعة وجه الأم: عادة بعد الأسابيع الأولى من الولادة يستطيع الطفل العادي أن يركز عينيه على وجه الأم أثناء الرضاعة حيث يحرك عينيه مع حركة رأسها من جنب إلى جنب، وعندما تلاحظ الأم أن الطفل لا يستطيع التركيز بعينيه فهذا قد يكون مؤشرا لضعف بالشبكية أو العصب البصري. 2- رأرأة العين (اهتزاز العينين أو عين واحدة): مع نمو الطفل ونمو قدرته على تثبيت عينيه فإن عينه يجب أن تظل ثابتة في الاتجاه الذي تنظر إليه، ولكن إذا لاحظت الأم أن عين الطفل تهتز من جانب إلى آخر ولا تركز على نقطة واحدة، فهذا ما نسميه رأرأة (اهتزاز العينين) والذي قد ينتج عن وجود عتامات في الجزء الأمامي للعين. 3- بياض حدقة العين: حدقة العين ماهي إلا هذا الثقب الأسود الموجود وسط القزحية البنية أو الملونة وهو الجزء الذي يمر الضوء من خلاله ليسقط على الشبكية.. وفي الظروف العادية يكون لون الحدقة أسود داكنا فإذا لاحظ الأب أو الأم أن لون الحدقة قد تحول إلى الأبيض أو تغير عن اللون الأسود الداكن فهذا مؤشر لوجود مياه بيضاء أو ورم في الشبكية. 4- عدم تماثل حجم الحدقتين: وبالنسبة للحدقة ايضا من الملاحظات الهامة أن يكون حجم الحدقتين متماثلا، أما إذا كانت إحدى الحدقتين أوسع حجما من الحدقة الأخرى في الضوء العادي فهذا قد يكون مؤشرا لتلف في العصب البصري. 5- زيادة الحساسية للضوء: عندما يتعرض الطفل للضوء فإنه يقوم بغلق عينيه ويكون هذا لدقائق معدودة أما إذا كان تعرضه للضوء يتسبب في ضيق شديد مستمر له فهذا قد يكون مؤشرا لوجود التهاب بالقزحية أو الشبكية. 6- احمرار العينين: الاحمرار المفاجىء للعين قد يكون نتيجة التهابات بالعين أو الحساسية. 7- ارتخاء الجفن: ارتخاء الجفن ونزوله عن وضعه الطبيعي قد يتسبب في حجب الرؤية عن هذه العين أو قد يكون مصحوبا بضعف في الإبصار بهذه العين. 8- انحراف العين عن وضعها الأمامي (حول العين): الوضع الطبيعي أن تكون كل عين متجهة في وضع مستقيم ومباشر عند محاولة التركيز على أي شيء، أما إذا كانت احدى العينين مستقيمة والأخرى منحرفة عن هذا الاتجاه فهذا يعني وجود حول مما يستلزم العلاج حتى نمنع ضعف النظر في هذه العين وحدوث كسل بالعين. 9- ميلان الرأس: عند ملاحظة أن الطفل يميل برأسه أو بوجهه إلى اليسار أو إلى اليمين عند محاولة التركيز على الأشياء فهذا قد يكون مؤشرا لوجود حول أو مشكلة بالعضلات الخارجية للعين والتي يحاول الطفل التغلب عليها بوضع رأسه في اتجاه يساعد في التغلب على هذه المشكلة. 10- وجود انتفاخات حول الجفون: عند ملاحظة وجود أية انتفاخات حول العين فهذا قد يكون مؤشرا لوجود ورم أو التهاب بالجفون. 11- زيادة تدمع العين: زيادة الدمع قد يكون نتيجة لوجود جسم غريب بالقرنية أو التهاب بالملتحمة أو القزحية أو انسداد بمجرى الدمع. 12- صداع بالرأس: ارتفاع ضغط العين أو ضعف الإبصار قد يكون سببا للصداع. 13- زيادة تطرف العين: زيادة فتح العين أو إغماضها على نحو لا إرادي قد يكون نتيجة التهاب بالملتحمة أو ضعف بالأبصار. 14- القرب من الأشياء لرؤيتها: عند ملاحظة أن الطفل يقترب أكثر من اللازم من التلفاز أو من العابه حتى يتمكن من رؤيتها أو يلجأ إلى غلق جزئي للجفون عند التركيز على الأشياء البعيدة فهذا يدل على ضعف بالإبصار. إن ملاحظة أطفالنا والذهاب بهم إلى استشاري عيون الأطفال في الوقت المناسب تجنبنا متاعب كبيرة في المستقبل وتساعد على المحافظة على الطفل وسلامة عينيه. د. مصطفى كامل استشاري جراحة العيون