ذكرت في مقالي السابق (أرقام مخيفة في عالم الإيدز) عدداً من إحصائيات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز، وللعلم فإن السواد الأعظم من المصابين -كما جاء في بعض التقارير- هم ضحايا ممارسة الجنس البهيمي وإدمان المخدرات. أما الجهود المبذولة لمكافحته فلا تعدو مؤتمرات دولية دورية وبعض المنح المالية للمساهمة في الحد من انتشاره، ويمكن تلخيص أهم ما أفرزته تلك المؤتمرات فيما يلي: السعي إلى تخفيض تكلفة العلاج لتكون في متناول الشعوب الفقيرة وخصوصاً الأفريقية منها. زيادة المعونات والمساعدات المالية للدول الفقيرة لدعم برامج المكافحة والعلاج. العمل على رفع مستوى الوعي ونشر ثقافة الجنس النظيف (كما يسمونها) بين الشعوب. وفي هذا الصدد فقد قررت اليابان بث رسالة مدتها 30 ثانية حول "ممارسة الجنس دون مخاطر" في المئات من دور السينما. زيادة إنتاج مادة المطاط المستعملة لتصنيع الواقي الذكري (الكوندوم) والعمل على توزيعه على الدول الفقيرة. وقد عارضت الأوساط الدينية الكنائسية في زيمبابوي إجراءات توزيع الواقي الذكري ووصفت ذلك بأنه (إملاء الشيطان وطغيان النزعة الشيطانية على الرشاد) وأضافت: إذا تبنينا هذا الأسلوب ووزعنا الكوندوم فإننا نكون بذلك قد أطلقنا العنان لمن تسول له نفسه المغامرة في عالم الإنحطاط والفساد. وقد قام برنامج المنظمة العالمية للوقاية من الإيدز في أفريقيا بتوزيع كميات هائلة من الواقي الذكري على المصابين وغير المصابين مما حدا بمؤتمر هيئة الأساقفة الكاثوليكية المالاوية بإصدار بيان أكدوا فيه أن السبيل الوحيد للوقاية من الأمراض الجنسية المكتسبة هو إلتزام العفة والإقتصار على السبل المشروعة، وقال البيان: إن الإنسان ليس كالحيوان أو الكلاب، ويجب أن نملك السيطرة على رغباتنا الجنسية بطريقة تظهرنا فعلاً بأننا عاقلون متعقلون.