قرار اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية إلغاء أمسيات الشعر الشعبي لهذا العام أثار اهتمام العديد من المتابعين , والبعض منهم اعتبر القرار مناسبا ولصالح الشعر , خاصة وأن الالغاء كان بقصد إعادة النظر من جديد في أنشطة الشعر وأمسياته . كلنا نعرف أن أمسيات الجنادرية للعام الماضي لم تكن بمستوى الحدث سواء لسوء اختيار الشعراء المشاركين أو لتدني مستوى قصائدهم , أو لأحداث معينة صاحبت هذه الأمسيات وأثرت سلبا في نجاحها وظهورها بالمستوى المشرف . في الحقيقة أني أجد قرار الغاء أمسيات الشعر لهذا العام لا يحمل الا دلالة واحدة وهي أن هناك خللا ما في طريقة التنظيم واختيار وتنسيق شعراء الجنادرية , وبدلا من كشف هذا الخلل ومواجهته اكتفت اللجنة بإلغاء الأمسيات مع أنها جانب مهم من أنشطة الثقافة في الجنادرية وتحظى بمتابعة الكثيرين. ان السؤال الذي تبادر الى ذهني عندما علمت بهذا القرار هو : ما الأسباب التي تحول دون نجاح أمسيات الجنادرية مع أن هناك أمسيات لمهرجانات اقل مستوى يحالفها النجاح ؟ لن أجتهد في الاجابة عن هذا السؤال بل سأكتفي بعرض بعض المقترحات التي ربما تساعد الأخوة في المهرجان حال دراسة أوضاع الأمسيات من جديد : أولاً : نعلم أن في المملكة مجموعة من منتديات الشعر الشعبي تتبع لجمعية الثقافة والفنون تعتبر تجمعات رسمية لشعراء كل منطقة , فلماذا لا يطلب سنويا من كل منتدى ترشيح شاعرين أو أكثر للمشاركة في هذه الأمسيات , فبهذه الطريقة نضمن تكافؤ الفرص للجميع وحسن الاختيار لأن أعضاء كل منتدى سيحرصون على ترشيح الأفضل من بينهم , مع الاخذ في الاعتبار بعض المسوغات الضرورية لقبول ترشيح أي شاعر . ثانيا : من المهم جداً أن يتم الاطلاع على القصائد المقدمة عبر هذه الأمسيات قبل اعتلاء الشعراء لمنبر الجنادرية , وذلك لتحديد مستواها فنيا ومدى ملاءمتها من حيث المعنى للمناسبة والحدث , فليست كل قصائد الشاعر العلم أو المعروف بابداعاته على مستوى واحد من الجودة والطرح , على أن يتم هذا الفرز أو فسح القصائد من لجنة مختارة تضم شعراء ومحررين لهم تجربتهم الطويلة في مجال الشعر . ثالثا : التعامل الاعلامي من حيث التغطية التلفزيونية مهم جدا ويؤثر مباشرة في نجاح هذه الأمسيات , لذلك فانه وبعد أن تكون النصوص المقدمة قد أخضعت للفحص مسبقا فما المانع من أن تبث على الهواء مباشرة عبر أي قناة للتلفزيون السعودي , فهذا سيؤدي بالشعراء حتما الى تقديم أفضل ما لديهم , وسيمكن المطبوعات والصحف المحلية والخليجية من التغطية الاعلامية بعد انتهاء الأمسيات بشكل مريح . رابعا : اختيار مدير الأمسية المناسب الملم بالشعر والعارف بالشعراء المشاركين وسيَرهم , وأن تدار الأمسية بشكل منصف للجميع دون اظهار انحيازه لشاعر على حساب الآخرين . خامسا : ألا يسمح للجمهور الحاضر للأمسيات بالمداخلات الصوتية المباشرة مع الشعراء أو مدير الأمسية خشية اثارة الفوضى وارباك الجميع , والاكتفاء بالمداخلات الورقية ان وجدت . هذه المقترحات وغيرها اذا أخذت بعين الاعتبار فلاشك ارى أنها ستؤدي في النهاية الى حضور مشرف للشعر وأمسياته في مهرجاننا الوطني الكبير . والله ولي التوفيق.