لا أدري لماذا اتخذ الانجليزي روي هدجسون قراره بمنح اللاعبين حوالى عشرين يوماً اجازة عقب الانتهاء من المشوار الآسيوي الذي كلل بالنجاح بعد تدخل المسؤولين بصورة مباشرة إثر الخسارة في بداية المشوار أمام تركمانستان. ألم تكن عشرة أيام كافية لكي يسترد اللاعبون أنفاسهم خاصة لاعبي العين بعد مشوار طويل مع المباريات وحتى يستطيع أن يرتب أوراقه بشكل جيد قبل انطلاقة كأس الخليج. هل لا يزال هدجسون يبحث عن التشكيلة المناسبة بعد وجوده مع الفريق لمدة 18 شهراً.. لذلك أشرك 20 لاعباً أمام منتخب أذربيجان أول أمس؟ أم أنه يريد أن يخرج الاحتياطيون من الحبس الانفرادي بدكة الاحتياطيين حتى يرفع من الروح المعنوية لدى هؤلاء بعد ان وصلت الى الحضيض لدى بعضهم لعدم المشاركة في التصفيات الآسيوية. أليس من المفترض ان يخوض المنتخب الاماراتي آخر مباراتين له بالتشكيلة الاساسية قبل الدخول في معترك كأس الخليج التي لم يتبق على انطلاقها سوى أيام معدودة؟ أم لايزال هناك متسع من الوقت للتجارب والتمحيص والتردد أملاً في ايجاد شيء خارق يعيد معه الجهاز الفني حساباته من جديد. عموماً ورغم هذا التخبط نستطيع القول: إن أمام المنتخب الوطني فرصة كبيرة لكي يحقق حلم معانقة كأس الخليج لأول مرة في تاريخه. فهو خارج لتوه من خوض 6 مباريات رسمية في التصفيات الآسيوية تعد بمثابة أفضل إعداد لخوض غمار المونديال الخليجي. والشيء الآخر والمهم يتمثل في أن جميع المنتخبات الخليجية تعيش مرحلة من الاحلال والتجديد وبالتالي تعاني هزة كروية وعدم ثبات في المستوى. واذا تم استثناء المنتخب العماني الذي ظهر بشكل جيد مع المدرب التشيكي القدير ماتشالا في التصفيات الآسيوية فعلينا أن نفرق بين خصوصية دورات الخليج والبطولات الأخرى. لذلك ليس شرطاً أن يظهر المنتخب العماني بالصورة التي كان عليها في التصفيات الآسيوية.. فكم من مرة رشحه الكثيرون لكي يكون الحصان الأسود في دورات سابقة وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. لذلك أعود وأكرر أن أمام المنتخب الامارات فرصة كبيرة لكي يعانق البطولة في الكويت شريطة أن يخوض المباريات بروح وعزيمة لقاء سوريا على استاد العباسيين. فالبداية القوية في لقاء الافتتاح أمام المنتخب السعودي قد تفتح الطريق امام الأبيض الإماراتي لكي يحقق الحلم المنتظر منذ سنوات طويلة. ولم لا والأخضر السعودي يختلف في الشكل والمضمون عمّا كان عليه في الدورات الماضية، ولعله عانى الكثير قبل الفوز في البطولة الماضية التي اقيمت على أرضه ووسط جماهيره. ان الارادة الحديدية والإصرار وروح التحدي لا تقل أهمية عن الامور الخططية والفنية وحتى البدنية لانه بدون إرادة حديدية وهدف واضح تتوه كل الامور. *الاتحاد الإماراتية