وكان ملتقى الثلاثاء الثقافي أقام أمسية حضرها عدد من أبناء الأحساء، خاصة من الوسطين الثقافي والفني، بالإضافة إلى الشاعر عبدالرحمن المنصور وكيل وزارة العمل سابقا. وبدأت الأمسية بكلمة ترحيب من مدير الأمسية الشاعر محمد الحرز بالضيف القشعمي وأيضاً عبدالكريم الجهيمان الكاتب المعروف، حيث قال في تقديمه: إذا كنا هذه الليلة اخترنا أن نفتح أبواب البدايات، من خلال ذاكرتين ثقافيتين مليئتين بالعطاء وبصخب الحياة، فإنما نروم إلى تحقيق مد الجسور بين جيلين من المثقفين، عصفت بالأول رياح التأسيس وريادته، وبالثاني رياح الواقع في تحولاته المعقدة، ثم قدم الحرز تعريفا لكل من الجهيمان والقشعمي، بعد ذلك طرحت الأسئلة على الجهيمان عن بداياته الصحفية، فأجاب عن ذكرياته في المنطقة الشرقية من خلال جريدة أخبار الظهران، التي تحولت فيما بعد إلى جريدة (اليوم)، كما تطرق إلى العديد من ذكرياته ومواقفه مع عدد من الشخصيات التي عملت معه منهم الكاتب سعد البواردي. استفدت من الأحساء ثم قرأ القشعمي ورقته، التي بدأها بشكر راعي الملتقى صالح بوحنيه على استضافته ودعوته للقاء أبناء الأحساء.. وقال: أحب أن يكون موضوع الورقة عن الشباب بوجه عام، وكيف تستثمر طاقته المتفجرة، لما يعود عليه وعلى الوطن بالفائدة المشتركة.. وأشار في ورقته إلى أنه استفاد كثيرا من العمل مع شباب المنطقة، وسعد بسرعة تجاوبهم ومشاركاتهم في النشاطات الثقافية والاجتماعية، وكيف أنه تعلم منهم الشيء الكثير، مما أكسبه خبرة طبقها عندما انتقل عمله من الأحساء إلى منطقة حائل.. ثم استعرض القشعمي نماذج من الأنشطة التي نفذت في تلك الفترة، واكتفى باستعراض أنشطة عام 1397ه، وفي فترة عمله فكر القشعمي في تنشيط فراغ الشباب في مدن وقرى الأحساء، من خلال وضع برامج ثقافية واجتماعية، والتي نالت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك، كما رعى وساند هذا المشروع الأمير محمد بن جلوي أمير الأحساء (رحمه الله)، ولأن مقر مكتب رعاية الشباب ضيق، فقد رأى أن تقام الأنشطة في الأندية الرياضية، التي بدأت منذ العام الأول تزداد وتنتشر بالقرى في أندية (النجوم بالشقيق، القارة، الروضة بالجشة، الجيل بالهفوف والطرف)، إلى جانب أندية الدرجة الأولى (هجر والفتح والعيون..). ومن البرامج والإنجازات التي أقيمت خلال فترة عمله تنظيف المساجد وترميم مسجد العيد بالمبرز ومهرجان يوم الصحة العالمي وافتتاح مكتبة عامة بسجن الأحساء، وافتتاح مكتبات في بعض المساجد الكبرى، ووضع بعض المقاعد لاستراحة المسافرين عند موقف الحافلات وغيرها، بعد ذلك قدمت الأوراق من عبدالله السفر ومحمد عبدالكريم السيف عضو مجلس منطقة حائل. القشعمي مواطن العروبة وجاء في ورقة عبدالله السفر: أشكر الأصدقاء في هذا المنتدى على اختيار شخصية ثقافية محلية، لها حضورها العربي وبعدها القومي، حين لا تكون الثقافة مجرد كتاب، بل هي في التواصل والتفاعل وتبادل دورة التأثير والتأثر، والتلاقح الفكري يثمر مواطنا عربيا، ومحمد القشعمي مواطن العروبة بامتياز، ربما حين تنطق اسمه لأحد الأصدقاء من المثقفين العرب يستعيدك الاسم مرفقا بكنيته التي نابت مناب الاسم (أبو يعرب)، فلا يعرف بغيرها أنى حطت الرحال في الرياض أو القاهرة. أما محمد السيف فقد أشار إلى أن القشعمي يتمتع بذاكرة عالية وعلاقات اجتماعية واسعة، ساهمت في تقديم نفس جديد وروح مختلفة للمفهوم الأخلاقي للعمل، برز ذلك من خلال مخرجات ونجاحات، في مقدمتها ما أنتم بصدده هذه الليلة، وما شهده مكتب رعاية الشباب في حائل خلال إدارته له، وما شهدته الرئاسة من إصدارات ومعارض وندوات في مقدمة سلسلة هذه بلادنا، وما تحويه مكتبة الملك فهد من تخليد للتاريخ الشفوي للبلاد والرجال. بعد ذلك تحدث عدد ممن عاصره في عمله، ومنهم عبدالعزيز ناصر الشعيبي مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب، محمد الجويسم مدير بيت الشباب، الدكتور سعد الناجم، مؤيد عبدالرزاق، عبدالله القنبر وأحمد المشعل، الذي تحدث بحماسة شديدة وبكلمات محبة وجميلة عن صديقه وأخيه القشعمي. كما تحدث حمد بوعلي، وتناول الفنان التشكيلي أحمد المغلوث دور أبو يعرب في تشجيعه على الرسم والفن، والشاعر صلاح بن هندي ومحمد الجبران والمخرج المسرحي علي الغوينم، الذي أشار إلى دور القشعمي في دفع وتشجيع الحركة المسرحية في الأحساء. وفي ختام الأمسية تسلم محمد القشعمي وعبدالكريم الجهيمان درعين تذكاريتين من راعي الأمسية صالح بوحنية. ثم دعي الحضور لوجبة العشاء على شرف الجهيمان والقشعمي.