تحولت منطقة أم رقيبة (150 كيلومتراً جنوبحفر الباطن) إلى ساحة محاورة ، يشارك فيها عشرات الشعراء الشعبيين، في خيمة كبرى نصبت في احد أركان البادية في المنطقة، التي شهدت تصاعداً في أسعار الإبل، المعروضة في المزاد المقام على هامش مسابقة جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، الذي بدأت فعالياته قبل أيام، وتختتم بتوزيع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز للجوائز في الثاني من شهر ذي القعدة القادم. عشرات قصائد المحاورة ألقيت في المخيم، الذي شهد حضورا كثيفا من أبناء القبائل المهتمين بهذا النوع من الشعر الشعبي، ويتوقع ان يشهد اليوم الأربعاء ويوما الخميس والجمعة القادمان تصاعداً كبيراً في وتيرة القصائد، مع توافد عدد من الشعراء من عدة مناطق في المملكة وبعض دول الخليج إلى أم رقيبة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويتوازى التصعيد في قصائد المحاورة مع الارتفاع في أسعار مزايين الإبل، التي وصلت إلى مستويات قياسية، تجاوز سقف المليون ريال، الذي عرضه أحد المشترين للحصول على أحد الفحول، إلا ان صاحبه رفض إتمام الصفقة، ورغم ذلك مازال المشتري مصراً على الحصول على الفحل، وقد يضطر إلى زيادة السعر. الانتهاء من فئتين على الصعيد التحكيمي للمسابقة التي أنهت قرابة 10 أيام منذ انطلاقتها، تواصل اللجنة التحكيمية للمسابقة، برئاسة صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعد بن جلوي، وعضوية 6 آخرين، أعمالها، وقد أنهت اللجنة تحكيم فئتي الشعل والصفر، فيما ما زالت أعمال التحكيم مستمرة في فئة المغاتير، لتليها فئة المجاهيم، وقد استبعدت اللجنة بعض المتسابقين، بسبب عدم مطابقة الشروط المحددة مسبقاً على إبلهم. وخصصت لجنة التحكيم 3 أيام لكل فئة من الفئات الخمس، المصنفة حسب اللون. الحضور يتجاوز الألفين قدر أحد العاملين في تنظيم المسابقة عدد الحضور في المخيم بأكثر من 2000 شخص، وقال: الحضور لا يقتصر على أصحاب الإبل، التي ستشارك في السباق، فهناك أشخاص جاءوا لمشاهدة ومتابعة العروض فقط، فيما جاء آخرون بحثاً عن إبل من أنواع وسلالات نادرة أو مشهورة لشرائها، أو لتلقيح نوقهم من فحول معروفة.. وأضاف: كما ان جو المنطقة الربيعي يجتذب الكثيرين، فالطقس معتدل، كما ان البساط الأخضر يغري الكثيرين بالتخييم. ولو تجولت لشاهدت عشرات المخيمين الذين توافدوا على المنطقة من مختلف مدن المملكة وبعض دول الخليج. بعيداً عن الإبل انشغل عدد من الشباب بإقامة مسابقة التطعيس على الكثبان الرملية في منطقة أم رقيبة، حيث يقدمون عروضا لا تخلو من خطورة، وتتسم بالمغامرة والمجازفة المليئة بالتحدي. دور أكبر لهيئة السياحة (اليوم) التقت ببعض الحضور، حيث يقول حسن مشرع العتيبي: حضور المسابقة وزيارة أم رقيبة كانت فرصة ذهبية ليّ، وأنا سعيد ان أتيحت ليّ الفرصة للمجيء إلى هنا، فالمنطقة جميلة جداً، وما يقام من فعاليات أجمل. ورغم ان العتيبي يشيد بتبني الهيئة العليا للسياحة للمسابقة، ولكنه يتمنى ان تضاعف جهودها التنظيمية للمهرجان، يقول: لم نجد أي تقصير من قبل المنظمين للسباق، فهم يبذلون كل جهدهم وإمكانياتهم لخدمة المسابقة والحضور، ولكن لو توفرت لهم إمكانيات أكبر لظهر المهرجان بصورة أجمل وأروع مما هو عليه. شركات ترعى المهرجان ويقترح متعب زايد المويس فتح المجال لرعاية شركات كبرى للمهرجان، يقول لو تقدمت شركات لرعاية المهرجان فإنها ستدفع أموالا مقابل هذه الرعاية، وهذه الأموال يمكن ان تستخدم في تطوير المهرجان، وتخصيص جوائز أخرى، فضلاً عن اجتذاب مشاهدين وزوار بأعداد كبيرة للمنطقة. يضيف المويس: نسبة محبي التراث البدوي في مجتمعنا السعودي والخليجي عموماً كبيرة، وهؤلاء يبحثون عن هذا التراث، فما بالك إذا وجدوه في مكان مرتب ونظيف ومتكامل، من المؤكد أنهم سيتهافتون عليه، وأم رقيبة تقع في مكان حيوي جغرافيا بالنسبة لمنطقة الخليج والجزيرة العربية، فهي قريبة من دول الخليج، وفي الوقت نفسه غير بعيدة عن وسط المملكة.. ويؤكد المويس ان المنطقة مرشحة لتصبح عاصمة الربيع بلا منازع. سوق تجارية على هامش مسابقة جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل أقيم في أم رقيبة سوق رائجة يرتادها الجميع من الجمهور والمتابعين والمتسابقين. وتتوافر في السوق جميع الاحتياجات، مثل الأكل والشرب والخيام، وحتى الأواني المنزلية والملابس. فيما خصص جزء من السوق للبائعات من النساء، اللاتي يعرضن المصنوعات والملابس التراثية، ويقبل الكثير من رواد المنطقة على شراء معروضاتهن، فالبعض يقتنيها من أجل الذكرى، أو من أجل تقديمها كهدايا للمعارف والأصدقاء. الجمهور يتابع فعاليات السباق جمل معروض للبيع بنصف مليون ريال