قبل أيام قليلة كانت منطقة أم رقيبة (150 كيلومتراً جنوبحفر الباطن) خالية من أي أحد، ولكنها باتت اليوم تعج بالحركة، مئات الأشخاص جاءوا لعرض إبلهم في مسابقة جائزة الملك عبدالعزيز للإبل الممتازة. وتحولت أم رقيبة بالفعل إلى مدينة متكاملة، فلقد قامت الأسواق، وبنيت المخيمات، في ظل أجواء ربيعية، تمتاز بها المنطقة في مثل هذا الوقت من كل عام. وما ميز مهرجان هذا العام هو الحضور الكثيف من الجمهور الذي جاء من عدة مناطق داخل المملكة وكذلك بعض دول الخليج، لمتابعة المسابقة والاستمتاع بأجواء المنطقة. (اليوم) تجولت في منطقة أم رقيبة، وتابعت فعاليات المسابقة، والاستعداد لها، كما التقت برئيس اللجنة التحكيمية وبعض المتسابقين، والجمهور، ورصدت بعض الانطباعات. استعداد جيد في البدء تحدث صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعد بن جلوي رئيس اللجنة التحكيمية عن استعداد اللجنة فقال: نحن على أتم الاستعداد للمسابقة، وقد اختار صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز الترتيب والتنظيم للمسابقة، حيث تكونت اللجنة من 7 أعضاء، بزيادة عضوين عن العام الماضي، حيث تكونت اللجنة من 5 أعضاء، وقد تم الاستعداد جيداً لهذه المسابقة. 40 جائزة وذكر الامير عبدالله ان الإبل قسمت إلى 5 فئات، من حيث اللون، وهي المغاتير، الشمل، الصفر والمجاهيم، وخصصت 10 سيارات للفائزين العشرة الأوائل من كل لون، وبلغت الجوائز 40 سيارة. وهناك مسابقة الإنتاج، وهناك جائزة على الأكثر إنتاجاً، وهناك جائزتان عبارة عن سيارتين للمركزين الأول والثاني من كل لون، وجائزتان نقديتان للمركزين الثالث والرابع من كل لون، وهناك جائزة لأحسن ناقة وضحاء على مستوى الخليج العربي، وجائزة عبارة عن سيارة كاديلاك. عدالة في التحكيم وأكد سموه حرص لجنة التحكيم بجميع أعضائها على العدل في التحكيم، لإنجاح المهرجان.. قائلا: اللجنة تتجدد في كل مسابقة، وسنعمل بما يرضي الله قبل كل شيء، علماً بأن رضا الناس غاية لا تدرك.. مشيداً بحسن تعاون المتسابقين مع اللجنة، الذين ظهروا بصورة مشرفة، وقال: قسمت المسابقة إلى 4 فئات، ولكل فئة 3 أيام، ويكون العرض أمام اللجنة بالترتيب والأسبقية، ونقوم بإعلان اسمه أمام الجمهور أثناء العرض، وهكذا. مشاركة خليجية ونفى سموه وجود صعوبات في التحكيم، وقال: لم نجد أي مضايقات من قبل الجمهور، والتحكيم يتم بشكل مريح ورائع، ونشكر الجمهور على تفهمه، كما لا أنسى الإشادة بدور رجال الأمن، الذين يحرصون على تسهيل مهماتنا. وذكر ان هناك مشاركات خليجية في المهرجان، تتمثل في مشاركين من دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر.. وقال: الإقبال الخليجي يزيد من عام إلى آخر، وهذه دلالة على نجاح المسابقة. وفي نهاية حديثه قدم صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعد بن جلوي شكره الجزيل إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز على اهتمامه وحرصه ودعمه لهذه المسابقة. مشاركة أمن الطرق وتشارك دوريات أمن الطرق في تنظيم وترتيب السباق، وعن هذا الدور يقول قائد أمن الطرق في أم رقيبة الملازم أول تركي خزيم بن لحيان: دورنا هو متابعة سير عمل اللجنة، وتسيير الدوريات مع أفرادها، وتنظيم عرض الإبل من بداية المسابقة حتى إقامة الحفل الختامي، من خلال تسهيل عمل اللجنة والتنسيق بين المتسابقين واللجنة، وتنظيم الجمهور. ووجه الملازم ابن لحيان شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز على تخصيصه الجوائز لهذه المسابقة، وإشرافه على تنظيمها ورعايته لها، وقال: لولا الله ثم سموه لم تقم هذه المسابقة، فهو الذي شجع الناس على الاهتمام بها.. كما وجه شكره لمحافظ حفر الباطن حمد سليمان بن جبرين، وقال تواجد المحافظ بشكل دائم وتوجيهاته بتسهيل كافة المهام للجنة المنظمة وتذليل العقبات التي تعترضهم ساهمت في نجاح المسابقة. اسم عزيز على القلوب شارك فهيد فنيسان السبيعي في جميع الدورات السابقة للمسابقة، وقد فاز بالمركز الأول فيها جميعاً، وهو يبدي رضاه التام لما يبذل في المسابقة من جهود لتطويرها بشكل مستمر، ويقول: في كل عام تظهر بصور أفضل عن العام الذي سبقه.. مضيفاً: هذه المسابقة تتميز بكونها تقام في مكان مناسب لجميع مربي الإبل في منطقة الجزيرة العربية، فهي في موقع يتوسط دول الخليج، وقريبة من جميع مدن المملكة التي تشتهر بتربية الإبل. كما أن المسابقة حولت منطقة أم رقيبة إلى منطقة جذب سياحي ربيعي، فالناس لا يأتون للمشاركة في المسابقة، فهناك من يأتي للتخييم والاستمتاع بالجو الربيعي للمنطقة، وكذلك أنعشت المسابقة الحركة التجارية خلال مدة إقامة المسابقة، من خلال الأسواق التي تقام فيها. الأسعار ارتفعت وأبدى السبيعي اعتزازه بالمشاركة في مسابقة تحمل اسم شخص عزيز على قلوب الجميع، هو المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل (طيب الله ثراه)، مؤسس هذه البلاد.. مشيداً بالرعاية والاهتمام اللذين تحظى بهما الجائزة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز، الذي أعطى قيمة كبيرة للإبل، من خلال دعمه هذه المسابقة، حيث شجع الناس على العودة إلى تربية الإبل، كما شهدت أسعار الإبل ارتفاعاً واضحاً بعد تأسيس المسابقة، فلم يكن يتجاوز سعرها 5 آلاف ريال، فيما وصلت اليوم إلى مستويات عالية جداً، حيث تجاوز سعرها المليون ريال، فلقد كانت الإبل مهملة ولا قيمة لها، أما اليوم ومع المسابقة فلقد اختلف الوضع كثيراً، وأصبحت لها مكانة عالية لدى أهلها والمهتمين بها. وذكر ابن فنيسان أنهم أول من اشترى الإبل بأسعار عالية، حيث اشتروا قبل 15 عاماً فحلا بقيمة 350 ألف ريال، في وقت لم تكن الأسعار فيه تصل إلى هذا المستوى، غير أنه يقول: كنا حريصين على تحسين سلالة إبلنا، واليوم نحن نجني الثمار، حيث استطاعت إبلنا حصد المراكز الأولى للمسابقة في فئة المغاتير في الأعوام السابقة. تطور ملموس وأشاد خليفة محمد الجعيد، الذي يشارك في المسابقة في فئتي الإنتاج والمزايين، بالمستوى المتطور للمسابقة، قائلا: في كل عام تظهر بصورة أبهى من سابقتها، وهذا يجعلنا نوجه شكرنا إلى المسئولين عن تنظيم المسابقة واللجنة التحكيمية، وقبلهم إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز راعي هذه المسابقة. الجعيد الذي حصل في العامين السابقين على المركز الثالث أكد أنه سينافس هذا العام على المركز الأول، ويقول: أطمح إلى التقدم هذا العام. ثقة في التحكيم أما فراج شمروخ العماني الذي يشارك في المسابقة للمرة الرابعة على التوالي، وحصد المركز الأول في فئة الإبل الصفر في الأعوام السابقة، فأشاد باللجنة التحكيمية، وعلى رأسها صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعد بن جلوي، وقال: المتسابقون واثقون من اتصاف اللجنة بالعدل، وأنها ستحكم بما يرضي الله عز وجل. والعماني الذي يشارك هذا العام في فئتي الكبيرة والإنتاج يؤكد أنه سيحصد هذا العام المركز الأول.. ويقول: لقد استعددت لهذا الأمر جيداً. ووجه العماني شكره لجميع القائمين على المسابقة، التي أعادت الاهتمام للموروث الشعبي، والإبل التي يعتز جميع أبناء الجزيرة العربية، خصوصاً البادية، بتربيتها واقتنائها. الجمهور يشيد لم تقتصر أم رقيبة على المتسابقين، بل كان للجمهور الذي حضر للتخييم ومتابعة فعاليات المسابقة، حضور بارز، فلقد انتشرت المخيمات بكثافة في جنبات أم رقيبة، ماجد الفراج أحد هؤلاء الذين حضروا من الرياض إلى أم رقيبة للاستمتاع بالجو الربيعي في المنطقة، ومتابعة سباق مزايين الإبل، يقول: نتمنى ان تستمر فعاليات المسابقة في الأعوام القادمة، فهي حقاً ممتعة، ومتكاملة من حيث التنظيم، ولها جماهيرية كبيرة، عند مربي ومحبي الإبل في كافة مناطق المملكة. أما ماجد خالد السبيعي، الذي جاء من الرياض أيضاً فقال: هناك جهود كبيرة تبذل في التنظيم والإعداد لهذه المسابقة، فكل الشكر لمن يساهم في ذلك. أما مطلق الحبردي وناصر فضي وفلاح سعود فأشادوا باختيار منطقة أم رقيبة لإقامة السباق، يقولون: المنطقة في الربيع تتحول إلى مكان ساحر فعلاً، تستحق ان يقضي فيه الإنسان بضعة أيام، يستمتع فيها بهذا الجو الربيعي. جمهور حضر لمتابعة فعاليات المسابقة جمل معروض للبيع في أم رقيبة