بين النظرية والتطبيق غالبا ما تكون هناك أخطاء وقعت سهوا أو وقعت بسبب البعد الفلسفي للنظرية الذي يغفل جانبا من الواقع وبالتالي الابتعاد في خيال واسع لا حدود له دون الأخذ في الاعتبار بالعواقب. . وما أود الحديث عنه في هذا المقام القرار الذي اتخذه الجهاز الفني والإداري لمنتخب عمان الأول لكرة القدم بالسماح للاعبي المنتخب بالمشاركة مع أنديتهم في مباريات الدوري العام بمختلف درجاته الثلاث الأسبوع الماضي حيث كان من المفترض عدم السماح لهم بهذه المشاركة نظرا لقرب موعد مشاركة منتخبنا في خليجي ( 16) التي ستقام نهاية الشهر الحالي بالكويت حتى لا يتعرض أي لاعب منهم إلى إصابة ربما ستحرمه من المشاركة خاصة ان المنتخب في أمس الحاجه لكل اللاعبين في هذه الدورة التي يسعى فيها بالظهور بمستوى مشرف من أجل الهروب من المراكز الأخيرة التي يقبع فيها منذ بداية الدورة وحتى الآن . وإذا كانت النظرية تهدف إلى مشاركة اللاعبين مع أنديتهم بهدف رفع معدل اللياقة البدنية وزيادة الاحتكاك وكسب الخبرة فان هذه النظرية لا يجب أن تطبق في دورينا الذي توجد فيه ظاهرة غريبة جدا ولا اعتقد أنها موجودة في باقي الدول الأخرى الا وهي ظاهرة الخشونة الزائدة وتعمد إصابة لاعبي المنتخبات الوطنية من قبل بعض لاعبي الأندية الذين يتعمدون إصابة لاعبي المنتخب في مباريات الدوري بأي شكل من الأشكال بقصد أو غير قصد حتى يحرموهم من مواصلة المشوار مع المنتخبات التي هي بحاجة ماسة لهم وهناك العديد من الأحداث التي تعرض لها بعض لاعبي المنتخبات أثناء مشاركتهم مع أنديتهم في الدوري حيث تسببت هذه الاصابة في حرمانهم من إكمال مشوارهم الكروي الناجح نتيجة الاصابة وعلى أثرها جلسوا على مقاعد دكه الاحتياط أو في المدرجات واكتفوا بالمشاهدة فقط . والدليل على ذلك ما حدث في مباراة النصر وصور الأسبوع الماضي التي شهدت طرد فوزي بشير وأن مثل هذه الأحداث قد تسبب في حدوث عوامل نفسية للاعب يكون في غنى عنها إلى جانب تعرض بعض اللاعبين إلى إصابات خفيفة وان مثل هذه الواقعة كان يجب تجنب وقوعها من البداية بعدم السماح للاعبين بالانضمام لأنديتهم . وكان من المفترض على اتحاد الكرة التدخل في هذا الموقف لحرمان اللاعبين من المشاركة في مباريات الدوري لمعرفته جيدا بظاهرة الخشونة المعتمدة .. ولكن هذا الشيء لم يحدث على ما يبدو .. ونأمل التحرك السريع لضمان سلامة اللاعبين للمشاركة بهم في هذه الدورة التي تعد من أهم البطولات الخليجية ويحرص أبناء الخليج على الظهور فيها بمستوى مشرف يعكس تقدم اللعبة في بلدانهم. *جريدة الوطن العمانية