لأكثر من 7 ساعات ظل رجال الدفاع المدني يحاولون إخماد النيران المشتعلة في مجموعة من الإطارات المستعملة. بدأ الحريق الساعة السابعة مساءً في مردم نفايات يقع شرق مدينة حفر الباطن، ولم يتمكن الأطفائيون من إخماده إلا في الساعة الثانية صباحاً. بين الحين والآخر تصل إلى الدفاع المدني بلاغات عن حرائق في إطارات قديمة، يجمعها بعض ضعاف النفوس، ثم يحرقونها للحصول على الأسلاك المعدنية بداخلها. ويختار هؤلاء أماكن قريبة من المساكن لحرق تلك الإطارات، فهم يشعلون النار فيها ويهربون من الموقع، وحين يتمكن الدفاع المدني من إخماد الحريق فإنهم يعودون إلى الموقع لجمع الأسلاك. وهذا قد يؤدي إلى وصول النيران إلى المساكن القريبة، فتقع كارثة قد لا تحمد عقباها. ويبيع جامعو الأسلاك المعدنية ما يجمعونه من أسلاك بالكيلو لشركات متخصصة في جمعها لإعادة بيعها على شركات أخرى تتولى تصنيعها. وطالب متضررون من عمليات الحرق تلك بعقوبات صارمة بحق محرقي الإطارات المستعملة.. يقول محمد سليمان: الإطارات المحروقة تتكون من مواد كيماوية، وحرقها يؤدي إلى انبعاث غازات سامة، تصل إلى صدور الكبار والصغار، فتزيد من نسبة الإصابة بأمراض الصدر والحساسية. أما عبدالرحمن جابر فيقول: حين تشتعل تلك الحرائق فإن رجال الدفاع المدني يهرعون إلى موقعها لإخمادها، وهذا يؤدي إلى إشغالهم عن حرائق أخرى قد تقع، كما ان يبعثر جهودهم، التي من المفترض ان تكون منصبة لمواجهة الكوارث التي قد تقع لا سمح الله، وليس من أجل عبث العابثين، الذين لن يرتدعوا إلا بعقوبات صارمة، تصل إلى السجن والغرامات المالية الكبيرة. ويضيف عبدالرحمن: ضعاف النفوس ليس جامعي الأسلاك فقط، بل هم من يشتروي منهم. وأنا أطالب ان تشمل العقوبات المشترين أيضاً، فإغراء المال قد يدفع البعض إلى ارتكاب حماقات الحرق، ولكن العقوبات الرادعة ستوقفهم عن هذا العبث. أما غازي سعود فيرى ان إنشاء مردم متخصص في الإطارات، يتولى التخلص منها بطرق لاتضر بالبيئة، وان يتم جمعها في المردم من قبل سيارات البلدية، وإلزام محلات البنشر بتسليم الإطارات المستعملة للبلدية لتتولى إتلافها سيكون أحد الحلول لمواجهة هذه الظاهرة. ويؤكد مدير الدفاع المدني بحفر الباطن العقيد نايف محسن الحربي خطورة هذه الظاهرة، لما تسببه من أضرار بيئية وأدخنة سامة تضر صحة الناس، فضلاً عن اشغال رجال الإطفاء والمعدات والآليات بتلك النيران عن قيامهم بواجبهم الأساسي في إنقاذ الأرواح وإطفاء الحرائق في المنازل والمحلات، ورغم ذلك فانهم ملزمون بإخمادها، حتى لا تمتد إلى المنازل والمستودعات. جمهور يتابع إحدى حرائق الإطارات