اختتمت الندوة الطبية حول التطورات الحديثة في أمراض تكسر الدم الوراثية التي نظمتها كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام حيث عقدت محاضرات عدة عن أمراض الدم الوراثية من فقر الدم المنجلي وحاملي مرض (التلاسيميا) وغيرها من الأمراض الوراثية الأخرى وما تسببه تلك الأمراض من معاناه مزمنة وطويلة لهؤلاء المرضى وهبوط الأداء الدراسي والاجتماعي والوظيفي فضلا عن تأثير المرض على معدل العمر. (اليوم) حضرت الندوة الطبية وكان لها بعض اللقاءات مع منظمي تلك الندوة . محافظة القطيف أولاً بداية تحدث الدكتور عبد الرحمن بن محمد القرشي استشاري الميكروبات الطبية والسريرية ومدير إدارة الشؤون الأكاديمية والتدريب بمستشفى الملك فهد الجامعي بمحافظة الخبر موضحاً أن المنطقة الشرقية تحتل المرتبة الأولى في أمراض الدم الوراثية كمرض فقر الدم المنجلي وخصوصاً محافظة القطيف ولعل قرار مجلس الوزراء بتطبيق نظام فحص السعوديين والسعوديات قبل الزواج نقطة هامة ستساهم بشكل فعال في الحد من هذا المرض حيث يأتي دور النوعية وتهيئة المجتمع لتقبل هذا الأمر لحماية أنفسهم وأسرهم ولابد من ايجاد الوسيلة التي تضمن نجاح الحملة التوعوية ولا أبالغ أن قلت بأن هذا برنامج وطني بالأساس الأول واستراتيجي لمواجهة هذا المرض (الكابوس) من ناحية ومن ناحية أخرى سيساهم بشكل فعال في إزالة كثير من الآثار والمشاكل الأسرية والاجتماعية القائمة والمتعلقة بزواج الأقارب وما يحيط بها من مجاملات أسرية وإحراج ولعل أكبر دليل على ذلك ما كنا نسمعه بأن ابن العم لابنة العم دون النظر لأي اعتبارات أخرى وجوب صدور قرار ملزم ومن المشاركات في الندوة الدكتور ليلي عبد المحسن البشاوري استشارية أمراض الدم واستاذ مشارك بكلية العلوم الطبية التي قالت: لقد طالب في العام الماضي صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية بوضع استراتيجية وطنية لمكافحة أمراض تكسر الدم الوراثية وهذه الندوة تهدف بالمقام الأولى لتوعية المواطنين للحد من الانتشار لهذا المرض حيث بلغ عدد حاملي مرض فقر الدم المنجلي 28 في المئة وحاملي مرض التلاسيميا 30 في المئة بمنطقة القطيف فقط وأكدت الدكتورة البشاوري على ضرورة إصدار قرار ملزم للمقبلين على الزواج بإجراء الفحوصات الطبيةة للوقاية من تلك الأمراض الخطيرة حيث تحتل المنطقة الشرقية المرتبة الأولى تليها المنطقة الجنوبية وفي آخر تقرير جاء فيه أن المملكة بها أكثر من 25 ألف مصاب بتكسر الدم الوراثي و24 ألف مصاب بالانيميا المنجلية حيث تصرف وزارة الصحة ما يزيد على 75 مليون ريال لعلاج هؤلاء . الحامل والناقل من جهة أخرى قال الدكتور أمين العلي من كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام الذي قال: أننا نقصد بأمراض الدم الوراثية الأمراض التي تنتج عن تغير في تركيبة الجينات المسؤولة عن تكوين الدم وعلى رأس تلك الأمراض مرض فقر الدم المنجلي الذي ينتشر بصورة كبيرة في المنطقتين الشرقية والجنوبية من المملكة والمرض وراثي وموجود منذ ولادة المريض ولابد أن نفرق بين الحامل للمرض والمصاب فالحامل للمرض هو الشخص الذي يحمل صفه المرض ولكن لا تظهر عليه الأعراض وهذا الشخص يمكنه الزواح من شخص سليم وانجاب أطفال أصحاء ولكن الخطر كل الخطر أن كان زواجه من شخص مصاب أو حامل للمرض مثله حيث يكون عرضة للإصابة بهذا المرض، اما المصاب فهو الشخص الذي تظهر عليه أعراض المرض وهذا الشخص يمكنه الزواج من شخص سليم وأنجاب أطفال أصحاء ومن الخطر زواجه من حامل للمرض أو مصاب مثله حيث يكون أطفاله عرضة للإصابة بهذا المرض وعموما التوصيات بضرورة الفحص الطبي قبل الزواج صدرت قبل 20 عاماً ومضت ولم تطبق حتى الساعة ومازال هذا المرض تزداد خطورته وأيضا تزداد نسبة المصابين به حتى وصلت إلى ما يزيد عن 30 في المئة من عدد سكان بعض المناطق بالمملكة . وحل القضية يكمن في إصدار قرار ملزم للمأذون بطلب استمارة الفحص للطرفين المقبلين على الزواج عن هذه الأمراض قبل عقد القران على أن تترك حرية اختيار الزواج من عدمه بعد اتضاح النتيجة من قبل الطرفين . نوبات ألم دائم وفي سياق آخر تحدث الدكتور محمد سعيد استشاري طب الأطفال بمستشفى الملك فهد الجامعي الذي قال: ان فقر الدم المنجلي خلايا الدم الحمراء تحتوي على هيموجلوبين (S) والذي يؤدي إلى تغيير شكلها إلى (الشكل المنجلي) وذلك عند تعرض المريض لنقص الأكسجين، مما يجعل حركتها أكثر صعوبة في الأوعية الدموية الصغيرة، وذلك يسبب انسدادا في هذه الأوعية وبالتالي عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى أعضاء الجسم وحدوث نوبات الألم. أن فقر الدم المنجلي كأي صفة وراثية تنتقل عن الأبوين الى أبنائهم عن طريق الجينات الوراثية . ففقر الدم المنجلي يحدث عندما يرث الطفل جينين من هيموجلوبين (S) من كلا الأبوين واحد من الأم وآخر من الأب.