ابتسم رؤساء شركات مقاولات يابانية وهم يتوافدون على غرفة المؤتمرات الانيقة في الطابق التاسع والاربعين ويطلون على مدينة يعتقدون انها خرجت اخيرا من كساد اصابها 14 عاما. استمتع الضيوف بمنظر بركان فوجي الذي يكسوه الجليد. قال أحدهم منبهرا بالمشهد انها المرة الاولى التي ارى فيها البركان جيدا منذ عشر سنوات. في العام الماضي شيدت طوكيو الكثير من المباني ولكن رأسيا وليس افقيا في معدل لم يحدث منذ الطفرة الاقتصادية في الثمانينات وافتتحت ناطحات سحاب كثيرة ومنها بناية مارونوشي من 37 طابقا ومجمع تلال روبونجي من 54 طابقا. ويثير هذا مخاوف مقاولين بانخفاض الايجارات بنفس السرعة. اطلقوا عليها مشكلة 2003 في اشارة الى وفرة غير مطلوبة في وقت لا يزال فيه الاقتصاد ينمو ببطء. ورغم هذا تتباهى شركات تشييد كبرى مثل عقارات ميتسوبيشي ونيتسوي فودوسان وموري بان نسبة الاشغال في عدد كبير من عماراتها تبلغ 90 في المئة. وشهدت ميتسوبيشي وميتسوي ارتفاع قيمة اسهمهما بحوالي 50 في المئة من الحضيض في ابريل. قال تاكايوكي هارا نائب رئيس عقارات ميتسوبيشي مرت سوق العقارات بفترة ركود بسبب الاتجاهات الاقتصادية اليابانية. ولكن حاليا تتطلع مرة اخرى شركات كثيرة في الخارج الى اقتصادنا ولذلك فان سوق العقارات يتحسن. ويبدو ان المباني الجديدة تحظى باقبال حيث تقرر شركات استثمار امريكية ويابانية ترك مقار قديمة والانتقال الى اخرى جديدة في مواقع متميزة تسع كل موظفيها. كما توفر فرصة لأغنى اغنياء اليابان في الاقامة بالقرب من العمل مع وجود تسهيلات للاستمتاع في وقت الفراغ. قال مينورو موري الذي ورث عن ابيه ادارة موري للتشييد في 1993 وبنت شركته ناطحة سحاب تلال روبونجي نريد ان تكون المقصد النهائي لكل انسان في العالم. مكان يريد الناس زيارته قبل الذهاب الى الجنة. لكن مشروعات التشييد الجديدة وانخفاض الايجارات تخفي مشاكل يواجهها هذا القطاع. في وسط طوكيو ارتفعت نسبة الاماكن المكتبية الخالية الى 44ر8 في المئة في نهاية سبتمبر بالمقارنة مع 36ر6 في المئة في نفس الفترة في العام الماضي حسبما تقول شركة ميكو شوجي للابحاث. وانخفض متوسط ايجارات المكاتب بنسبة 77ر6 في المئة في نفس الفترة ولكنها لا تزال ثاني اعلى الاسعار بعد مدينة لندن. قال سوني كالسي رئيس مورجان ستانلي في طوكيو لرويترز شعور الناس تحسن تجاه السوق ولكن يرجع هذا جزئيا الى توافر اماكن اسرع مما كان متوقعا. لم ينتقل عدد كبير من المستأجرين الجدد الي السوق. اغلبهم انتقلوا من اماكن قديمة. لذلك لا تزال الايجارات ضعيفة. وتقول صناديق تمويل وبنوك انها ستحول المباني القديمة الى مجمعات سكنية وفنادق وستزيد من مقاومتها للزلازل في سوق التجديد التي تقول شركة تايسي ان حجمه 200 مليار ين. والبعض يقول ان نصف مباني طوكيو قد لا يصمد امام زلزال بالغ القوة. ويعلق قطاع العقارات في اليابان اماله على اتجاهات صعودية للاقتصاد. ومن المتوقع ان يعتمد هذا الاتجاه على اعادة تمويل البنوك سريعا واحياء الانفاق الاستهلاكي الذي يعيقه الان بطء النمو الاقتصادي.