حذرت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث فى مصر من تزايد معدلات العنف بين الاطفال نتيجة مشاهدة التلفزيون ومن تأثيرها السلبى عليهم مشيرة الى ان هناك 5 احداث عنف تقع كل ساعة ترتفع الى نحو20 او 25 حادثا في برامج وافلام الاطفال. واشارت الدراسة التي اعدتها الاستاذة بالمركز الدكتورة مها الكردي الى ميل الاطفال للتحول من مجرد الاعجاب بأبطال العنف في هذه القنوات الى مقلدين او محاكين لهم ثم منفذين. وكشفت عن ان 74 بالمائة من الفتيات بين سن 9 الى 14 سنة فضلن افلام العنف و48 بالمائة فضلن افلام الرعب بينما الذكور في نفس المرحلة العمرية فضلوا افلام العنف بنسبة تصل الى نحو 90 بالمائة. وعرفت الدراسة العنف فى المشاهد التليفزيونية بأنه التصوير العلنى لفعل يتضمن شكلا من اشكال العنف يقصد به ان يكون التهديد او الفعل او الضرر الناتج عن فعل العنف مرئيا او ظاهرا او مسموعا بوضوح. واشارت الى ان غالبية اطفال العينة التى اجريت عليهم الدراسة يشاهدون القنوات الفضائية بكثرة سواء اثناء الدراسة او في الاجازة او اثناء تناول الطعام . وذكرت الدراسة ان معدلات عدد الساعات الفعلية التي يشاهد فيها الاطفال التلفزيون لا تقل عن 5 ساعات يوميا اثناء الدراسة اى 30 ساعة اسبوعيا وفى الاجازات الاسبوعية والصيفية تستمر طوال اليوم دون تحديد وقت معين. وقالت ان الآباء لا يتدخلون في تحديد اوقات المشاهدة طوال السنة الا فيما يتعلق بايام الامتحانات فقط وبالطبع فان هذه المعدلات مرتفعة بصورة واضحة وترتفع معها معدلات العنف بين الأطفال. واظهرت دراسة المركز القومى المصري للبحوث ان غالبية الاطفال يفضلون القنوات الفضائية العربية ثم الاجنبية والقنوات المخصصة لافلام الكارتون ولافلام وبرامج المسابقات العنيفة. ونبهت الى اشكال العنف في الافلام الموجهة للاطفال مبينة ان معظم الاشكال تتركز فى اظهار القوة البدنية اما عن طريق استخدام اعضاء الجسم او باستخدام السلاح. ورتبت الدراسة اشكال العنف من حيث كثرة مشاهدها مشيرة الى انها تبدأ من تبادل اطلاق النار بالدرجة الاولى يليها الدفع والعرقلة والتهديد بآلة حادة واللكم والرفس والالقاء من مكان مرتفع والتهديد اللفظى والانفجارات واستعمال وسائل للايقاع بالآخرين مثل الفخ والمصيدة. وذكرت الدراسة ان الاطفال يطلقون اسم افلام الاكشن على كل انواع الافلام التي تعكس فى مضمونها المغامرات والاثارة والمطاردات وافلام الجرائم والبوليسية كما يقصدون بافلام الرعب تلك التي تثير في نفوسهم الخوف والفزع. وعن التأثير النفسى لهذه المواد العنيفة على الاطفال قالت الدراسة ان الطفل يستشعر بحكم تكوينه الجسمانى والعقلى انه ضعيف وصغير ولديه قدرة محدودة على التحكم في البيئة الخارجية. واوضحت ان الطفل يستمتع ويشبع رغبته من خلال التوحد اللاشعورى بما يشاهده من النماذج الشخصية التي تعكس مظاهر القوة البدنية والعقلية للبطل الذى ينتصر على الآخرين فى الحصول على هذه القوة خلال المشاهدة ولو عن طريق الخيال.