حذر باحث اجتماعي وأسري، من «إفراط» الأطفال في مشاهدة التلفزيون، مشيراً إلى أنها «تستهلك طاقاتهم، وتستحوذ على أكثر نشاطاتهم». واستند الباحث حجي النجيدي، إلى نتائج دراسة، أعدتها «الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال»، أوضحت أن «الأطفال يقضون 900 ساعة من السنة في المدرسة، فيما يقضون أكثر من ألف ساعة في مشاهدة التلفزيون»، مضيفاً أن «علماء الصحة يربطون بين الإفراط في المشاهدة وبين الخمول والعادات الغذائية غير الصحية التي تؤدي إلى بدانة الأطفال». واستعرض النجيدي، في محاضرة ألقاها مساء أول من أمس، في منتدى «بوخمسين الثقافي» في الأحساء، دراسات أجريت في الغرب، أكدت أن «الشاب يجلس على مقاعد الدراسة في العام الواحد 400 ساعة. فيما يجلس أمام شاشة التلفزيون ألف ساعة، ما يؤكد مدى تأثير القنوات الفضائية على عقول الناشئة». وأشار إلى أن دراسة أجرتها وكالة الاستخبارات الأميركية «أوضحت أن في العالم 13 ألف قناة فضائية، منها 7500 قناة مُشفرة، و5500 قناة مُتاحة للمشاهدة». فيما كشف تقرير الاتحاد العربي للإذاعة والقنوات الفضائية عن وجود 696 قناة عربية. وأكد أن دراسة ميدانية يقوم بها مع مجموعة من الباحثين على مستوى الخليج، كشفت أن «38 في المئة من المراهقين الخليجيين، يشاهدون القنوات الإباحية، وأن 63 في المئة ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، يشاهدون القنوات الفضائية بعد نوم آبائهم، و38 في المئة ممن تتراوح أعمارهم بين 14 و20 سنة، يشاهدون القنوات الإباحية، وأن 41 في المئة من العمال المنزليين يشاهدون التلفزيون عند غياب رب الأسرة وربة المنزل، و62 من هؤلاء يشاهدون جميع القنوات مع الأطفال، و71 في المئة من البرامج التي تشاهدها العاملة هي أفلام رعب وعنف، و30 في المئة يشاهدون أفلاماً إباحية»، مضيفاً «هنا تكمن الخطورة وبداية الانحراف». وأضاف «يختزل الطفل في خارطته الذهنية المشاهد والصور التي يراها على شاشة التلفزيون، فالطفل الذي هو أكثر تأثراً بمشاهداته مقارنة في الآخرين من المراهقين أو الكبار، يكبر وتنمو معه هذه المشاهد التي تختزل في ذاكرته وتظهر عادة عند سن ال20، وبالتحديد في مرحلة الثانوية، عند النضج الجسدي، وما ينتج عن ذلك من تحوّل في شكله الخارجي، فيتصور نفسه زعيماًً للعصابة، أو قائداً لفريقه التي تكون عادة مجموعة من أصدقاء وزملاء «الشلة» التي تتخذ من العنف وسيلة للتعبير عن ذاتها». وأشار النحيدي، في محاضرته، التي أدراها علي السالم، إلى «تأثير الفضائيات على الأطفال وتكوين نزعة العنف عند الشباب»، مؤكداً ضرورة «احتواء الشباب المراهقين، وإشراكهم في فعاليات المجتمع، وعدم تركهم يعيشون على هامش المجتمع، الذي من نتائج هذا التهميش توجيه العنف، لمجتمعهم في صورة تخريب وعنف وجرائم. وانطلق النجيدي، في حرصه على الاهتمام في الشباب، إثر إطلاعه كباحث اجتماعي على «آثار خطورة مشاهدة التلفزيون من دون رقابة من الأهل، أو على الأقل مشاركة الوالدين لأبنائهم لبعض مشاهداتهم، والتحاور معهم عما يرونه من أفلام ومسلسلات ومواد تلفزيونية متنوعة، لأن هذه المشاهدة الأسرية تردم الهوة بين الواقع والخيال الذي يعيشه الطفل أو الشاب. ويأتي هنا دور رب الأسرة، ليشرح ويوضّح ما يراه بعض الأطفال أنه حقيقة، بينما يكون دور الأب والأم في شرحه لفك اللغز عنهم، وتبسيط ذلك إلى أن ما يراه لا يعدو كونه خدعة أو تمثيلاً أو تركيباً».