قال تقرير مؤتمر التجارة والتنمية (انكتاد) الخاص بالتجارة الالكترونية والتنمية ان التجارة الالكترونية تواصل النمو بقوة في البلدان المتقدمة مشيرا الى بروز اوجه اختلاف فيما بين البلدان النامية. وذكر التقرير ان الدول النامية تتقدم بخطى أسرع من البلدان المتقدمة مضيفا ان هذه الدول مثلت في نهاية عام 2002 نسبة 32 بالمائة من مجموع عدد مستخدمي الانترنت في العالم البالغ 591 مليونا بعد ان كانت هذه النسبة 28 بالمائة في العام السابق ويمكن ان ترتفع النسبة الى 50 بالمائة بحلول عام 2008. واوضح ان البلدان التي توجد فيها بالفعل أسس من هذا القبيل - والتي عملت حكوماتها على تنمية مجتمع المعلومات في وقت مبكر (كسنغافورة وماليزيا واليابانوالولاياتالمتحدة) - استفادت في وقت أبكر بكثير من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وذكر انه لكي تتمكن البلدان النامية من اللحاق عالميا بركب التطورات التي تشهدها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فانها يجب أن تكون ملتزمة على أعلى مستوى سياسي ويجب ان تهتم بقضايا التنفيذ وأن تقيم التوازن الصحيح بين دور القطاع العام والقطاع الخاص في تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وافاد ان شبكة الويب (مواقع الانترنت) تنمو بسرعة من حيث المواقع النشيطة و ان عدد هذه المواقع ارتفع بنسبة 17 بالمائة في العام الماضي كما ان عدد عناوين بروتوكول الانترنت التي تستخدم نوعا من لغة البرمجة - التي تدل على مستويات اعلى من التفاعل - ارتفع بنسبة 52 بالمائة. وقال ان الزيادة في عدد المواقع التي تستخدم "بروتوكول طبقة المقابس الامنة" (سسج) والبالغة 14 بالمائة تشير الى استمرار توسع المواقع الموجهة نحو الاعمال التجارية والتي تتطلب قدرات لتوفير الامان للمعاملات. وذكر تقرير "الانكتاد" ان التقديرات تشير الى ان نحو 95 بالمائة من التجارة الالكترونية يتم في البلدان المتقدمة وأن أفريقيا وأمريكا اللاتينية تمثلان مجتمعتين أقل من واحد بالمائة من المجموع الكلي. وافاد ان الصفقات التي تتم بين منشآت الأعمال التجارية تمثل نحو 95 بالمائة من مجموع صفقات التجارة الالكترونية في العالم بيد أنه لا تتوفر على الصعيد الوطني احصاءات رسمية عن صفقات التجارة الالكترونية الا في عدد قليل من البلدان وقال انه وفقا لاحصاءات واردة من الولاياتالمتحدة تتركز التجارة الالكترونية بين مؤسسات الأعمال في عدد قليل من المجموعات الصناعية تهيمن عليه شركات البيع بالجملة للمصنوعات والبضائع. واضاف ان حجم التجارة الالكترونية بين مؤسسات الأعمال في الولاياتالمتحدة بلغ 995 مليار دولار في عام 2001 بما يعادل نحو 15 بالمائة من التجارة الالكترونية بين مؤسسات الأعمال في العالم متوقعا أن تنمو هذه التجارة بقوة، ولا يتضمن التقرير أرقاما رسمية عن المعاملات التي تتم على الشبكة مباشرة بين مؤسسات الأعمال في الاتحاد الأوروبي الا ان ارقام هذه التجارة تراوحت حسب تقديرات مستقلة بين حوالي 185 مليار دولار و200 مليار دولار في نهاية عام 2002 وتركز معظمها في فرنسا والمانيا وبريطانيا ومن حيث كثافة الاستخدام يتوقع ان تبقى بلدان الشمال في المقدمة. وذكر انه في بلدان عديدة واقعة في منطقة اسيا والمحيط الهادي تنظر مؤسسات الاعمال بصورة متزايدة الى التجارة الالكترونية على انها موجة المستقبل. وافاد التقرير ان الحكومات في المنطقة تتجه الى اعطاء الاولوية لتحسين البنية التحتية ورفع مستوى المهارات اللازمة للاشتراك بصورة فعلية في الاقتصاد الرقمي وقال التقرير انه نتيجة لذلك يتوقع ان تنمو التجارة الالكترونية بين مؤسسات الاعمال بسرعة من قرابة 120 مليار دولار في عام 2002 الى قرابة 200 مليار دولار في عام 2003 و300 مليار دولار بحلول عام 2004.واضاف انه في امريكا اللاتينية يرتبط حجم التجارة الالكترونية بين مؤسسات الاعمال اساسا بالتطورات في الارجنتين والمكسيك وكذلك على وجه الخصوص في البرازيل مبينا ان اكبر 30 شركة برازيلية تمثل نسبة 90 بالمائة من حجم التجارة الالكترونية بين مؤسسات الاعمال ذلك البلد وبالتالي تمتلك حصة كبيرة من التجارة في المنطقة ككل. وعن تجارة التجزئة الالكترونية او التي تتم بين مؤسسة الاعمال والمستهلك لاحظ التقرير أن أعلى نسبة من مستخدمي الانترنت في بلدان اقتصاد السوق ذات الدخل المرتفع تتركز في بلدان الشمال الاوروبي والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة، وقال ان من بين المناطق النامية تمثل منطقة اسيا والمحيط الهادئ نحو 10 في المائة من المبيعات العالمية التي تتم على الشبكة مباشرة بين مؤسسات الأعمال والمستهلك ومعظم هذه المبيعات تسجل في اليابان واستراليا وجمهورية كوريا. وعن مستخدمي الانترنت في الصين التي ينمو عددهم بسرعة كبيرة قال التقرير انه يشار في العادة الى عقبتين تحولان دون شرائهم المنتجات على الشبكة مباشرة وهما انعدام الثقة وتوفر عدد محدود جدا من بطاقات الائتمان وذكر تقرير الانكتاد ان شبكات النطاق العريض متاحة الآن لما يقرب من 320 مليون اسرة يعيش معظمها في بلدان اقتصاد السوق المرتفعة الدخل. وقال ان التقديرات تشير الى ان عدد مستخدمي النطاق العريض في العالم يبلغ ما بين 55 و100 مليون شخص يعيش أكثر من 75 بالمائة منهم في ستة بلدان مضيفا ان كوريا تمثل مركز الصدارة من حيث الاشتراك على مستوى الفرد اذ يوجد فيها 21 مشتركا لكل 100 نسمة.