عزيزي رئيس التحرير عندما يسافر الفرد الى مكان ما فانه يترك وراءه بلده وبعض الاعراف الاجتماعية التي تتعلق بممارساته.. في البلد الام يجب السير مع التيار في محبة فلان وبغض فلان بدون قناعة.. عاطفتك الانسانية وحواسك الخمس تؤيد مساعدة شخص آخر مختلف عنك ولكن لا تستطيع تخطي العرف. قد تعجب بجمال واخلاق فتاة وتود ان تتقدم لها ولكن القوانين تقول لك (لا) لان تلك البنت من عائلة منخفضة المهم ياسيدي تلك الاعراف تتلاشى في الخارج حيث لا وجود لتلك الاعراف الاجتماعية ولو بصفة مؤقتة. عزيزي رئيس التحرير ضمتنا اماكن مختلفة في دول عدة حيث صلينا جماعة في احدى الشقق وتوجهنا الى الله بالدعاء والمغفرة وبعد السلام لاحظت ان الشخص الخاشع الذي يصلي في يميني والذي على يساري من (جنسية مختلفة) قلت في نفسي حتى هؤلاء يخشعون ويبكون ويدعون الله مثلما نفعل!! وللمعلومية يا سيدي انهم يذكروننا بدخول وقت الصلاة. هل يستطيع هؤلاء ان يرووا ذلك لاهليهم اذا عادوا؟ وهل استطيع انا كذلك؟! موقف آخر ذكرني ان معدن رجال ونساء بلدنا صاف وثمين وذلك الموقف يتلخص في قيام احدى زوجاتنا بمساعدة زوجة آخر عندما كانت في وضع الولادة والنفاس وقد قامت ايضا برعاية اطفال المرأة واعدت لهم الاكل والشراب وغسلت ملابسهم. للمعلومية: المرأة الاولى والثانية من منطقة مختلفة ومن طبقة اجتماعية واقتصادية مختلفة ايضا, ولكن هذا الذي حصل في بلد الغربة وقد لا يحدث في الوطن الام. في احدى الشقق تناقشنا في السياسة (وما ادراك ما السياسة) وقفزنا من دولة الى اخرى وايدنا وعارضنا واختلفنا وعلت اصواتنا ولكن عندما حان وقت الصلاة صلينا جماعة وتناولنا الكبسة برزها البسمتي وتناولنا التمر الاحسائي والوفد النجراني والمطازيز وتجرأنا وعزمنا احد الضيوف الكبار على وجبة سمك وام الربيان (واو, واو, هذا خروج على العرف).. كيف تدعو كبيرا على وجبة سمك! اجواء النقاش تبعث على الارتياح حيث ان الكل متفق على حب الصحراء والبحر وحب السمك. ياسيدي القارئ تذكر ان ما نفعله في الخارج لا يخالف شرعا ولكنه يخالف اعرافا تحتاج الى حوارات وحوارات لتقويمها. @@ عبدالله ابراهيم المقهوي - ميلانو - ايطاليا