تسعى المنتخبات الافريقية والآسيوية الى كسر احتكار نظيرتها الاميركية الجنوبية والاوروبية وتدوين اسمها في السجل الذهبي لبطولة العالم للشباب لكرة القدم التي تنطلق نسختها الرابعة عشرة في الامارات وتستمر حتى 19 ديسمبر المقبل. فمنذ انطلاق النسخة الاولى عام 1977 في تونس لم ينجح اي ممثل للقارتين السمراء والصفراء في احراز لقب فئة الشباب الذي تقاسمته المنتخبات الاميركية الجنوبية (7) والاوروبية (6)، بيد ان ذلك لا يعني ان الافارقة والآسيويين يحضرون الى المونديال العالمي من أجل المشاركة فقط بل ينافسون على اللقب وكانوا قاب قوسين او ادنى من احرازه 5 مرات ببلوغ ممثليهما المباراة النهائية اعوام 1985 عندما خسرت قطر امام المانيا الغربية صفر-4، و1989 بخسارة نيجيريا امام البرتغال صفر-2، و1993 بخسارة غانا امام البرازيل 1-2، و1999 بخسارة اليابان امام اسبانيا صفر-4، و2001 بخسارة غانا امام الارجنتين صفر-3. وتريد المنتخبات الافريقية والاسيوية في فئة الشباب تحقيق ما سبقتها اليها منتخبات فئة الناشئين التي أحرزت 5 القاب عالمية من أصل عشرة اقيمت حتى الان (نيجيريا 1985 و1993 والسعودية 1989 وغانا 1991 و1995) وتتجلى السيطرة الاميركية الجنوبية والاوروبية من خلال التصنيف العالمي لمنتخبات الشباب حيث نجد ان منتخبات البرازيلوالارجنتينواسبانيا تستحوذ على المراكز الثلاثة الاولى وان اول ممثل لافريقيا هو المنتخب الغاني الذي يحتل المركز الثامن علما بانه لم يحجز بطاقته الى النهائيات في الامارات، اما اول منتخب اسيوي في التصنيف العالمي هو الياباني في المركز الرابع عشر. بيد ان الامور مختلفة تماما في دورة الامارات لان منتخبات افريقيا واسيا تملك الاسلحة اللازمة للمنافسة على اللقب، فالاولى حاضرة بمصر حامل اللقب القاري وساحل العاج وصيفتها ومالي وبوركينا فاسو، والثانية ممثلة بكوريا الجنوبية بطلة القارة واليابان وصيفتها والسعودية واوزبكستان والامارات. ويشهد لهذه المنتخبات وخصوصا الافريقية لعب ادوار طليعية في المناسبات الكبرى وبالتحديد مونديال الشباب، فهي لعبت النهائي 3 مرات، وكانت حاضرة في دور الاربعة في الدورات الثلاث الاخيرة (غانا 1997 ومالي 1999 وغانا ومصر 2001).وسيكون المنتخب المصري اول المرشحين للمنافسة على اللقب بعد الطفرة الكبيرة التي حققتها فئاته العمرية في المواعيد الكبرى في الاعوام الاخيرة بحلول منتخب الشباب ثالثا في مونديال الارجنتين واحرازه فضية دورة الالعاب الفرانكوفونية في العام ذاته في اوتاوا. وتملك كوريا الجنوبيةواليابان ترسانة هامة من اللاعبين الموهوبين الذين بامكانهم احراج الكبار، فضلا عن السعودية والامارات التي ستحاول استغلال عاملي الارض والجمهور لتحقيق انجاز تاريخي تؤكد به أحقيتها في التواجد في العرس العالمي. ولا تقل امكانيات ساحل العاج ومالي عن المنتخبات الاخرى فهي تملك مدارس واكاديميات كروية يديرها مدربون اكفاء ويتخرج منها لاعبون يبلون بلاء حسنا في البطولات الاوروبية. وما حققته الكرة الافريقية والاسيوية في مونديال الكبار في كوريا الجنوبيةواليابان معا العام الماضي دليل واضح على ان منتخبات الشباب ستقول كلمتها ايضا في مونديال الامارات، فالسنغال تأهلت الى ربع النهائي في مشاركتها الاولى في كأس العالم، وكوريا الجنوبية بلغت نصف النهائي للمرة الاولى ايضا قبل ان تخسر امام تركيا على مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. ولا يختلف طموح ممثلي اوقيانيا والكونكاكاف عن منتخبات افريقيا واسيا وهي تبحث بدروها عن اللقب القاري من خلال استراليا والمكسيك بالدرجة الاولى والولايات المتحدة وكندا وبنما بدرجة اقل.