اتسمت العقلية العربية ومنذ ان عرفت في التاريخ بانها عقلية متسائلة نزاعة الى تفسير الظواهر الطبيعية في الكون والانسان والحياة تفسيرا تطمئن اليه.. وكل هذه التساؤلات والتفسيرات اصلت لفلسفة عربية صميمة ابدع فيها جهابذة الفكر العربي كالكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون وغيرهم, واستطاعت هذه الفلسفة باصالتها ان تتجاوز الحدود العربية والاسلامية الى التأثير الجذري والمباشر في العقل الغربي الذي افاد بدوره الشيء الكثير من هذه الفلسفة في نهضته العلمية الحديثة. اذ ان اكثر مناهج ومباحث ومسائل الفلسفة العربية صارت محل اهتمام الجامعات والباحثين الغربيين ابان كانت الاستاذية للعرب في مناح علمية شتى. كل ذلك يشي بالدور الفكري والثقافي لذي لعبه العرب عبر اطوار تاريخية عديدة. وبعد ان كبا حصان الحضارة العربية وضرب الانحطاط الفكري باطنابه طول البلاد العربية وعرضها صرنا عالة على العالم فيما نتعلم ومضت فلسفتنا او مضى تفلسفنا اجترارا مرا لما قلناه. فلا يوجد لدينا خطاب فلسفي عربي معاصر, ولسنا الذين استغنينا بسؤال العلم (كيف) عن سؤال الفلسفة (لماذا). جهودنا المعاصرة في مجال الفلسفة تنحصر في الدراسة او التحقيق او الشرح او الترجمة.. للفلسفة الغربية وحده الواقع يشهد على ذلك. واتساءل بعد كل هذا هل تعود الفلسفة لتتكلم عربيا؟ خالد بن فهد البوعبيد الاحساء