وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظهما الله كلمة للمواطنين في المملكة العربية السعودية ولجميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1424ه.وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بالقائها عبر الاذاعة والتلفاز معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي:الحمد لله حمدا يليق بجلاله والشكر له على ما تفضل به وأنعم من اتمام صيام شهر رمضان وقيامه والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أيها الاخوة المواطنون .. أيها الاخوة المسلمون .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأما بعد .. فيسرنا من هذه البقعة المباركة من جوار بيت الله الحرام في مكةالمكرمة أن نهنىء جميع المسلمين بحلول عيد الفطر المبارك سائلين الله عز وجل أن يكون عيد أمن وسلام ورفاهية ورخاء وعزة ونماء للامة الاسلامية جمعاء وللمسلمين في مشارق الارض ومغاربها وأن يتقبل الله منا ومن الجميع صيام شهر رمضان وقيامه وأن يجعلنا ممن صام نهاره وقام ليله ايمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم وأن يجزينا فيه أحسن الجزاء وأكرمه. أيها الاخوة المسلمون .. حينما تصوم الامة شهرا واحدا في كل بقاع المعمورة وحينما يحتفي الجميع بحلول عيد الفطر في كل مكان فذلك مظهر من مظاهر التلاحم بين المسلمين وعنصر من عناصر الوحدة الربانية بين سائر الامة الاسلامية وحدة تجمع المسلمين مهما اختلفت أماكن وجودهم وتعددت مشاربهم وهو كذلك جانب من جوانب الاخوة في الاسلام والاجتماع عليه فالصوم وعيد الفطر بعده كلاهما عامل ائتلاف يدعو الى نبذ دواعى التفرق وكلاهما سبب تقارب واتحاد يزيل أسباب التباعد والشقاق وتلك حكمة ربانية بالغة في الجمع بين المسلمين تدعوهم الى اعادة النظر في أوضاعهم المعاصرة وتخليصها من الشوائب ومراجعة واقعهم الحالى وتصحيحه ليكونوا كما قال تعالى إنما المؤمنون أخوة (الحجرات 10). وكما قال المصطفي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. أيها المواطنون الكرام .. أيها الاخوة المسلمون في كل مكان .. تعيش الامة الاسلامية أوضاعا دولية ومتغيرات عالمية تستدعى التفكير والتأمل ومراجعة الذات لتحديد الوجهة الصائبة واتخاذ الموقع المناسب فنحن جزء من هذا العالم شرفه الله برسالة الهية قال عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله (آل عمران 110). والمسلم الحق يتعامل مع الواقع الذي يعيشه بوحى من تعاليم دينه فالله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا وبشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين وكان عليه الصلاة والسلام مثال التسامح والرحمة فالمطلوب من المسلم أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته في القول والعمل ليكون عنصر بناء ومصدر خير ومنارة رشاد. فتفاعل المسلم مع مجريات الاحداث وتعاطيه لشؤون الحياة ليس مجرد فعل ورد فعل يتغير بتغير الظروف ويتبدل بتبدل الاهواء وانما هو موقف ثابت يقوم على معايير محددة وقواعد مستقرة وقيم راسخة وثوابت منهجية لا يحيد عنها ولا تتغير بفعل عوامل ذاتية أو مصالح انية أو أهواء شخصية فالمسلم بحكم اسلامه عادل في جميع الاحوال ومع سائر الناس وهو بحكم اسلامه يسعى جهده لعمارة الكون واسعاد البشرية ويعمل ما فيه خير الناس وصالحهم ولا مجال في ذلك للاهواء والرغبات. أيها الاخوة المسلمون .. انطلاقا من ذلك فالمسلم الحق لا يعيث في الارض فسادا ولا يسعى في الكون دمارا وما حدث من أعمال تخريبية هنا وهناك من فئات تدعى الانتماء الى الاسلام والاسلام في الحقيقة منها براء وانما هو نتاج فكر ضال وحصيلة سلوك منحرف وفهم شاذ بعيد عن جادة الصواب وينطبق على ذلك قول الله عز وجل ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد. ولا بد من تضافر الجهود وتكاتف الجميع في سبيل اصلاح الخلل وتقويم المعوج وتصحيح المفاهيم الخاطئة ورد المنحرف الى الصراط المستقيم والعمل معا يدا واحدة للقضاء على أسباب الانحراف ودواعيه وتطبيق تعاليم الاسلام الحقة وفقا لما جاء في القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين. واذ نكرر التهنئة بهذا العيد المبارك لندعو الى العمل الى ما فيه استقرار البلاد الاسلامية وأمنها وأمن العالم أجمع والقضاء على جميع عوائق الاستقرار ومسببات انعدام الامن في كل العالم. وفي الختام نرجو لاخواننا المسلمين عيدا سعيدا حافلا باليمن والبركات وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.