فقد حسين عبد العال ابنا ثم بيتا في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.. وبعد ذلك لم يستطع ان يعيد جمع شتات حياته. عاد هذا البقال 60 سنة من مأوى مؤقت ليواجه جدارا امنيا مرتفعا من الحديد ويخترق موقع بيته.. اقامت اسرائيل حاجزا على حدود مخيم رفح للاجئين على حدود قطاع غزة الصحراوي لحماية قواتها من افراد المقاومة الفلسطينية ومحاولة وقف تهريب الاسلحة الى الاراضي المحتلة. قال عبدالعال وهو يقف امام الحاجز الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية امتار وحيث هدم بيته وبيتا شقيقيه في توغل عسكري قالت اسرائيل انه يستهدف مهربي الاسلحة بهذا الجدار اختفت بيوتنا الى الابد. كما تبني اسرائيل جدارا امنيا الكترونيا داخل الضفة الغربية لوقف دخول مهاجمين ويصفه فلسطينيون بانه استيلاء على الارض لان السور يتعرج احيانا شرق حدود اسرائيل ويتوغل في الاراضي المحتلة. وشدد الرئيس الامريكي جورج بوش من موقفه في هذه المشكلة اثناء زيارته للندن في الأسبوع الماضي وقال ان اسرائيل يجب الا تعيق مفاوضات السلام النهائية مع الفلسطينيين ببناء جدران واسوار. وفي الشهر الماضي اصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يندد بالحائط ويطالب بوقف المشروع. وتعتبر منطقة رفح من أكثر النقاط اضطراما بالعنف في الانتفاضة الفلسطينية المشتعلة منذ ثلاث سنوات في غزةوالضفة الغربية. وكثيرا ما تشتبك القوات الاسرائيلية مع مسلحين في مخيم رفح المكدس والمتهاوي حيث يعيش 80 الف لاجيء واولادهم واحفادهم منذ حرب 1948 . كما تقوم القوات الاسرائيلية بعمليات تفتيش وتدمير للانفاق تحت مبان في المخيم وتدك مئات البيوت الفلسطينية. وينفي عبد العال ان له اية صلة بالمقاومة الفلسطينية ويقول سكان في رفح ان الاسرائيليين يهدمون عمدا بيوتا ليست لها اية صلة بالانفاق او بالمقاومين وذلك كعقاب جماعي. وتنفي اسرائيل هذا الاتهام. وتقول وكالة الاممالمتحدة للاجئين انه في اخر غارات شنتها اسرائيل في منتصف اكتوبر مات 15 فلسطينيا في معارك مع الجيش الاسرائيلي ودمر 120 بيتا واصبح نحو ألف بلا مأوى. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الاسرائيليين دمروا 1200 بيت فلسطيني منذ بداية الانتفاضة عام 2000. واضافوا انه من هذا الرقم ازالت جرافات اسرائيلية 200 بيت لافساح مكان لبناء الجدار الامني. من جهته ندد المفاوض الفلسطيني الكبير صائب عريقات بالسور في رفح وحث واشنطن على التدخل من اجل وقف بناء حوائط تعرقل رؤية الرئيس بوش لقيام دولة فلسطينية. وتنفي اسرائيل هدم أي بيوت خصيصا لافساح مكان لبناء السور في منطقة عازلة عرضها من 100 الى 200 متر قامت منذ توقيع معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر عام 1979. واعترف مسؤول عسكري اسرائيلي بتدمير بيوت فلسطينية على الحدود اثناء غارات على انفاق تستخدم لنقل السلاح أو ردا على هجمات فلسطينية ولكن لم يستطع اعطاء ارقام. قال المسؤول في الواقع الفلسطينيون هم الذين حولوا هذه المنطقة الى ساحة قتال. قال عمر الناقة العضو بمجلس بلدية رفح ان الفلسطينيين يخشون من ان الاستمرار في بناء الجدار يهدد مزيدا من البيوت في المخيم. وقال المسؤول الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي لديه خطط لتمديد السور رغم التوقف الحالي لاسباب مالية. ويقيم لاجئون مثل عبد العال شردتهم الغارات الاسرائيلية في بيوت وفرتها الاممالمتحدة بالقرب من مستوطنة اتزمونا جنوب هذه المنطقة الصحراوية الفقيرة. ومنذ بضعة شهور قبل تدمير بيته فقد عبد العال واحدا من اولاده الخمسة وليد 23 سنة العضو بمنظمة حماس في معركة مع القوات الاسرائيلية. وشهد ابنه الاخر خليل 31 سنة الجرافات الاسرائيلية تدك بيته وخمسة متاجر بقالة يديرها مع والده. ويسترزق الاب والابن الان من بيع قطايف رمضان. قال خليل الاوضاع سيئة جدا. الأعمال محدودة والأمن منعدم. وتبلغ نسبة الفقر 75 في المئة في محافظة رفح 130 الف نسمة بما في ذلك سكان المدينة نفسها طبقا لارقام البلدية حيث يعيش اناس على اقل من دولارين يوميا. ويمتد شاطيء جميل على البحر المتوسط غرب المدينة ولكنه لا يشكل متنفسا لانه مغلق لوجود المستوطنة اليهودية رافياح رام.