دعا فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الامة الاسلامية إلى التوقف امام ذكرى فتح مكة والتزود منها بالدروس والعبر التي حفلت بها هذه الذكرى ومنها ترسيخ مبادئ نصرة المظلوم واهمية التواضع والتسامح والعفو عند المقدرة.. جاء ذلك خلال احتفالية ملتقى الفكر الاسلامي الذي ينظمه المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة وحضرها الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، وعدد من سفراء الدول العربية والاسلامية وحشد من جمهور الملتقى. وقال الدكتور طنطاوي: ان دروس غزوة الفتح كثيرة، واهم ما نتعلمه منها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفتح مكة ظلماً وعدواناً، وانما فتح مكة لنصرة المظلوم، عندما نقض المشركون عهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانضموا إلى الظالمين الذين اغاروا على حلفاء النبي عليه الصلاة والسلام من قبيلة بني خزاعة، حيث كان من اهم شروط صلح الحديبية فتح المجال امام من يريد التحالف مع الرسول صلى الله عليه وسلم او مع قريش، واذ بقبيلة بني خزاعة تتحالف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبيلة بكر تتحالف مع قريش.. وعندما اعتدت قبيلة بكر على بني خزاعة وانضم اليهم المشركون استنجد زعيم قبيلة بني خزاعة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جهز جنده وخرج لنصرة المظلوم، التي شدد على رسول الله صلى الله عليه وسلم على فضلها حيث قال "من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه يوم تزل الاقدام". أيضاً من دروس فتح مكة التواضع حيث ترفع الرسول عليه الصلاة والسلام ان يستعرض قوة المسلمين، بل تخلق بخلق التواضع حتى انه دخل مكة واقفاً على راحلته وجهبته تكاد تمس عنق الراحلة شكراً وتأدباً مع الله. ومن جانبه قال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف: ان المسلمين اشد ما يكونون حاجة اليوم للوقوف على ذكريات السلف وعزة المسلمين الاوائل الذين دانت لهم الارض بما رحبت لانهم تمسكوا بكتاب الله واطاعوا رسول الله فيهم فجعل الله لهم الغلبة على اعدائهم، والمسلمون اليوم لو امتلأت قلوبهم بالقوة الروحانية لاستطاعوا بفضل الله ان يقهروا أي قوة عسكرية مهما علا شأنها "ورب رجل مدجج بالسلاح ولكن يديه ترتعشان فانى لهذا السلاح ان يذود عنه، وكان لنا في اطفال فلسطين اسوة حسنة عندما كنا نشاهد الطفل الصغير يجري خلف الدبابة الاسرائيلية يرشقها بالحجر وما اعظمها لحظة ان يطارد الطفل الفلسطيني الجندي الاسرائيلي المدجج بالسلاح بحجر!! انها صورة لملحمة ايمانية استقت مبادئها من دروس العزة الاسلامية في عصور السلف. وأضاف الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية قائلاً العاقل من وقف على ذكريات الماضي ودرس ما فيها من عبر وتزود من خيرها لغده، وفي ذكريات فتح مكة الكثير من الدروس التي الناس احوج ما يكونون اليها في عالم اليوم. ومن هذه الدروس حب الاوطان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب لوطنه، ايضاً من الدروس المستفادة من ذكرى الاحتفال بفتح مكة ان يتعلم المرء قيمة العفو والصفح عند المقدرة وهي الخلة التي اتصف بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ووصى امته الاقتداء بها، هذا هو المطلوب من الاحتفال بالذكريات.