من اجمل الذكريات الاسلامية فتح مكة فقد كان درساً نبوياً من دروس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الاسلام ليس دين عدواني وانما جاء لنصرة المظلومين.. هذا ما اكده الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر خلال احتفال وزارة الاوقاف بفتح مكة في الملتقى الفكري الاسلامي وحضره الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف والدكتور عبد الصبور مرزوق نائب رئيس المجلس الاعلى للشئون الاسلامية وعدد من سفراء الدول الاسلامية وعلماء الازهر ورجال الدين وحشد من المواطنين. وقال الدكتور عبد الصبور مرزوق.. ان الامة الاسلامية اليوم احوج ما تكون لاسترجاع تاريخ النبوة للتزود منه قدر الاستطاعة بما يؤهلها للرد على افتراءات الحاقدين على الاسلام والذين يتهمونه بهتاناً وزوراً بانه دين عنف ففي فتح مكة تتضح عظمة السماحة الاسلامية وسمو اخلاق النبوة حينما ترفع صلوات الله عليه عن غريزة الانتقام قائلاً لمن نكلوا باتباعه وعلموا على ايذائه قال لهم قوله المأثور "اذهبوا فأنتم الطلقاء" هذا هو نبي الاسلام، نبي الرحمة وهذا هو دين السلام، دين العدل. اما الدكتور حمدي زقزوق فقال ان حال المسلمين اليوم بعيد كل البعد عن عزة المسلمين الاوائل وذلك لانهم ابتعدوا عن منهج الله سبحانه وتعالى وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولو انهم عادوا لرشدهم وتمسكون بمبادئ كتابهم وسنة نبيهم لزادهم الله بقوة ايمانية فكانت لهم الغلبة في عالم اليوم ولاستطاعوا ان يقهروا تحديات التنكيل مهما كانت القوة التي امامهم فالقوة الروحانية الايمانية تمكنهم بفضل الله سبحانه وتعالى من قهر القوة العسكرية فرب رجل مدجج بالسلاح ولكن يداه ترتعشان فانى لهذا السلام ان يزود عنه ولنا في اطفال الحجارة لعظة، حينما نشاهد الطفل الصغير يجري خلف الدبابة والمجنزرة الاسرائيلية يرشقها بالحجارة، او حينما نشاهد الطفل الفلسطيني يجري خلف الجندي الاسرائيلي بالحجارة رغم ان الجندي يطلق عليهم الاعيرة النارية. هنا تتجسد روح الايمان وحب الاستشهاد انه ما احوجنا اليوم لاستخلاص العبر من قوة ايمان اسلافنا الذين دانت لهم مشارق الارض ومغاربها اشتروا الاخرة فعزهم الله في الدنيا. وتحدث الدكتور سيد طنطاوي قائلاً ان تاريخ الامة الاسلامية مليء بالذكريات العطرة، التي لها قيمة كبرى في حياتها.. وما فتح مكة الا احدى هذه الذكريات التي كرم بها الله شهر رمضان الكريم.. هذا الفتح الذي جاء ليس من باب العدوان وانما لنصرة المظلوم.،فعلى المسلمين ان يقتدوا اليوم باسلافهم ويأخذوا من هذه الذكريات الدروس والعبر من اجل ان تكون لهم الغلبة في عالم اليوم. د. عبدالصبور مرزوق د. محمود حمدي زقزوق