من اصعب الاشياء ان تدافع عن فكرة مسؤول حتى ولو كان على حق.. فالمسؤولون لا يحتاجون لمن يدافع عن تصريحاتهم.. وتصبح المهمة اصعب عندما يكون الحديث عن الرواتب والاجور.. فلا احد يريد ان يسمع إلا وعودا قاطعة بزيادة الرواتب والاجور. وهنا احاول ان ادافع عن "ربما" وزير المالية التي تحدث فيها عن الرواتب والاجور. فالمسألة وخلال السنوات السابقة كانت تتم بطريقة تقليدية زيادة من 20 الى 25% كل عدة سنوات.. لكنها اخذت شكلا اكثر دورية في السنوات الاخيرة. الكل يعلم ان ذلك ليس كافيا.. لكن لا احد يضمن زيادة محددة في فترة محددة. ولعل التصريحات التي اريد لها ان تكون "دعاية للحكومة" لن تكون ذات فائدة إلا اذا كانت واقعية .. وواقعية جدا. ومن هنا اتفهم "ربما" وزير المالية، خاصة ان المالية ليست صاحبة كل القرار في هذا الموضوع . فاذا لم تترافق زيادات الانتاجية مع نجاحات اقتصادية في عدة قطاعات فان الزيادات في الرواتب ستبقى في حدود الزيادات التقليدية غير المدروسة. المطلوب ان يتحرك سلم الرواتب والاجور بشكل تلقائي وتدريجي وبأسلوب علمي. لكن هذا كلام نظري لا يمكن تطبيقه إلا اذا كانت النجاحات الاقتصادية تحققت فعلا. النقطة الاخرى .. انه في علم الاقتصاد ليست الامور مؤكدة تماما انها ليست 1+2=1.. فهناك كثير من الاشياء التي تجعل من الحكمة استخدام لغة احتمالية مثل "ربما وقد". على اي حال.. فان الحكومة مدعوة في بيانها لان تتحدث عن هذا الموضوع بوضوح كاف وبواقعية خالصة.. لان التصريحات التي لا تستند الى ما يؤيدها على ارض الواقع تؤدي الى نتائج عكسية تماما. فلا يكفي ان نقول ان الحكومة تملك برنامجا لاصلاح الرواتب والاجور.. بل يجب ان نحدد ما هو هذا البرنامج بكل ما يحتاجه البرنامج من تحديد للاهداف وتوقيت تنفيذها. اعود لاقول.. انني ادافع عن"ربما" .. لانها في هذا الموضوع هي الكلمة الواقعية.. واي كلمة تأكيد اخرى لن تكون اكثر من "وعد" يترك للمستقبل امكانية تنفيذه ام لا .