محللون يرون أن يبدأ البريطانيون قريبا بالتساؤل عما يجنونه من علاقتهم الخاصة مع واشنطن بسبب عدم توازنها. اعتبر عدد من المحللين ان بريطانياوالولاياتالمتحدة اللتين تحالفتا في الحرب ضد العراق، تقيمان منذ الحرب العالمية الثانية علاقات وثيقة لكنها غير متوازنة وتميل لمصلحة واشنطن. وتشير حكومة رئيس الوزراء توني بلير باستمرار الى علاقاتها الخاصة مع الولاياتالمتحدة، المحرك الذي لا يمكن تجاوزه في سياستها الخارجية. لكن هل هي حليفتها الحصرية ايضا؟ وقالت جولي سميث الباحثة في المعهد الملكي للشؤون الدولية ان الامريكيين يميلون الى اعتبار بريطانيا شريكا خاصا وليس الشريك الخاص. من جهته، رأى دانيال كيوهان المحلل في مركز الاصلاحات الاوروبي ان لدى الولاياتالمتحدة العديد من العلاقات الخاصة بينما لا يبدو ان لدى بريطانيا احدا اخر. وتوقع ان يباشر البريطانيون في التساؤل عما يجنونه من هذه العلاقة الخاصة للغاية. وفي مقال نشر الجمعة الماضي، اعتبر مستشار للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ان ارييل شارون هو الشريك الاول للرئيس الامريكي جورج بوش. واعتبر سيدني بلومنتال ان بلير قدم لبوش سببا لخوض الحرب ضد العراق ودفعه الى الافصاح عن خطته في الشرق الأوسط وجنبه بذلك الظهور بمظهر القائد المعزول والمتهور.. واضافت سميث انه منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 طرأ تعديل على التوازن ولمرة واحدة كان لدى البريطانيين شىء ليقدمونه الى الامريكيين في محاربة الارهاب. وكان من الممكن للعلاقات الامريكية البريطانية التي تعززت بعد الحرب العالمية الثانية ان تأخذ منحى اخر، وفقا لما قاله دانا آلن الخبير في الشؤون الامريكية الاوروبية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. واضاف كان هناك شرخ كبير بعد الحرب بسبب الرؤية المبررة للبريطانيين حول هدف الولاياتالمتحدة المحدد بأخذ مكان بريطانيا والعمل على تفكيك امبراطوريتها، مشيرا الى ان ازمة السويس رسخت التقارب بين البلدين. وفي الفترة القريبة، عززت مشاركة بريطانيا في الحرب في العراق هذه الروابط مجازفة باضعاف محتمل لموقف بلير في بلده وفي اوروبا. ويقوم بلير منذ أشهر عدة بدور جسر بين اوروبا وامريكا إلا انه يواجه مصاعب متزايدة في الابقاء على الفرق الشاسع بين القارتين. وقالت سميث من الجانب الامريكي هناك شعور قوي بان بريطانيا هي حليف مفيد خصوصا بصفتها عضوا في الاتحاد الاوروبي ويمكنها ان تطور مقاربة مختلفة عن تلك التي تقدمها فرنسا أو المانيا. وتتفق اراء المحللين بالاجماع على القول إن المواقف العملية تشكل المحرك الدافع لهذه العلاقة المعقدة. وبالطبع، تضاف الاعتبارات اللغوية والثقافية الى ذلك ايضا.. واضافت سميث ان البريطانيين،تقليديا لا يتعلمون اللغات الاجنبية ومن السهل التطلع الى الولاياتالمتحدة للقول اننا نتحدث اللغة ذاتها. وتابعت في غضون ذلك تفقد الروابط الثقافية زخمها عندما ننظر في العمق، مشيرة الى اقبال البريطانيين على شراء منازل ثانية في البر الاوروبي. ويبقى ترحيب البريطانيين ببوش الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة بين 18 و 21 من الشهر الجاري متفاوتا حسبما افادت نتائج استطلاع للرأي نشرتها مؤسسة بوبيلوس الثلاثاء الماضي. واكد 60% من الذين شملهم الاستطلاع انهم لا يؤيدون سياسة الرئيس الامريكي في العراق الا ان استطلاعات سابقة اظهرت أن البريطانيين يعتبرون ان من الطبيعي ان تكون الولاياتالمتحدة حليفة لهم على المدى الطويل.