عزيزي رئيس التحرير دخل مريض على طبيب في عيادته الخاصة الزينة بالصور والنصائح الارشادية المعلقة على الجدران وفوق الرفوف والتي تدل على ان هذه العيادة في كامل استعدادها كما تؤكد على ان هذا الطبيب مميز وانيق في عيادته وفي لباسه. وقبل ان يخرج من تلك العيادة اذ به يتفاجأ بالطبيب يخرج السيجارة من درج الطاولة ويبدا في التدخين وكأنه يقول للمريض: لا تستغرب يا أخي.. نعم أنا طبيب ولكنني الأكثر حاجة للعلاج للتخلص من عادة التدخين التي لا تنسجم مع وظيفتي ومكانتي. ويزور المريض طبيبه بعد ايام ويتكرر المشهد نفسه وكأن منظر السيجارة بين اصابعه يمثل احدى الادوات التي يعالج بها المرضى، وبعد فترة طويلة جمعتهما الصدفة من جديد خارج العيادة فسأل المريض طبيبه هل تخلصت من ذلك المرض؟ فاجابه الطبيب وهو خجل قائلا: طالما أنني افتقد الوصفة الرئيسة للعلاج وهي (الارادة) فالمرض عندي دائم ولن يزول. نعم.. اذا كنا نشاهد بعض الاطباء يفتقدون الارادة والعزيمة للاقلاع عن التدخين فلماذا الاستغراب من الشباب المراهقين عندما نراهم يتلاعبون بالسيجارة بين اصابعهم فحتى عن النصيحة تحتار لمن تذهب.. هل تذهب للشاب المراهق ام تذهب الى الطبيب صاحب الشهادة الكبيرة والارادة الضعيفة؟ وما دور الشهادات التي نحصل عليها؟ وما فائدة العلم الذي لا يعمل به؟. محمد علي الطويرة - الاحساء