توفي مساء السبت الماضي بالرباط الروائي المغربي محمد شكري الذي يعد رائد فن السيرة الذاتية في المغرب وواحدا من أشهر الروائيين في العالم العربي. واشتهر شكري بسيرته الذاتية "الخبز الحافي" التي صدرت في مطلع الثمانينات ودفعته إلى عالم الشهرة العالمية حيث ترجمت إلى أكثر من 20 لغة عالمية. وقد تعرض الكتاب للحظر في المغرب ولم يتم السماح بنشره وتوزيعه رسميا إلا في أواخر التسعينيات. كما ارتبط اسم الكاتب شكري -الذي ولد عام 1935 في إحدى القرى بضواحي مدينة الناظور الواقعة شمال شرق المغرب- بمدينة طنجة الواقعة شمال المغرب التي تعتبر نقطة تلاق وتلاقح لثقافات متعددة ونقطة عبور بين شبه الجزيرة الأيبيرية والمغرب. وقبل أن يكتب الخبز الحافي، نشر شكري أعمالا أخرى ومحاولات وتجريب في مجال السرد. وبعد الخبز الحافي أصدر شكري عدة نصوص روائية منها "السوق الداخلي" و"الخيمة" "زمن الأخطاء" و"مجنون الورد". كما أفرد شكري مؤلفات لكتاب وفنانين عالميين ارتبطت حياتهم الشخصية وأعمالهم الفنية بالمغرب عامة وبمدينة طنجة خاصة ومنها بول بولز وعزلة طنجة وجان جينيه في طنجة، وتيني وليامز في طنجة. ويعتبر الروائي محمد شكري كاتبا مثيرا للإشكالات سواء في الصحافة أو في كتاباته وهو عصامي الثقافة والتعليم اعتمد في ثقافته على نفسه بشكل كامل إذ دخل المدارس، وبدأ القراءة وعمره تسعة عشر عاماً، وواصل مشواره الثقافي والأدبي بمجهوده الشخصي.