أحلى سحور قدمه لاعبو المنتخب الاماراتي ليس بسبب الفوز الكبير والمستحق الذي حققه الفريق على المنتخب السوري الشقيق في عقر داره على ستاد العباسيين فحسب، لكن للروح العالية والاصرار الرائع على تحقيق الانتصار الذي جاء في الوقت القاتل ليؤكد لاعبو المنتخب ان الرجال الحقيقيين هم الذين يظهرون وقت الشدائد. ان الجميع ينظر الى هذا الفوز على انه بداية وليس نهاية وانه الضوء الأخضر الذي يواكب اهتمام المسؤولين على أعلى المستويات بهموم وشجون كرة القدم. فلقاء الاياب الجمعة المقبل امام سوريا على ستاد واحة الامارات بالعين لا يقل أهمية عن مباراة أول أمس.. فالثلاث نقاط هي الغاية والهدف. كما عليكم ان تضعوا مباراتي سيرلانكا في نفس الخانة من الاهمية لان الفوز في اللقاءات الثلاثة المقبلة يضمن لكم الوصول الى الصين العام المقبل. نعلم انكم تعلمتم الدرس من الخسارة التي لحقت بكم في بداية المشوار الآسيوي بعشق أباد. ان رجالات الدولة ما كانوا ليضيعوا أوقاتهم في البحث عن تصحيح مسار كرة القدم لولا ايمانهم الكامل والمطلق بامكانات ابن الامارات والسعي لاستنفارها. واذا كان التوفيق قد جانبكم في لقاء الاياب.. فهاهو يبتسم لكم على ستاد العباسيين عندما تحملتم المسؤولية بشجاعة ولم تفقدوا الثقة في قدراتكم وتسلحتم بارادة حديدية. كل هذه الامور هي التي جعلتكم تقلبون الطاولة على المنتخب السوري على أرضه ووسط جماهيره الغفيرة التي انقلبت عليه. اننا ندعوكم للاستفادة من كل الدروس الايجابية التي صاحبت هذا الفوز الرائع ولاندعوكم لتقذفوا به في ذمة التاريخ.. لكن لا تجعلوه يبعدكم عن التركيز في اللقاء المقبل والمباريات التي تليه.. فالمشوار لايزال طويلا ويحتاج الى المزيد من الجهد والمثابرة والتركيز. اننا لا ننكر دور الجهاز الفني والاداري والطبي وغيرهم لكننا نؤمن بأن 99,9% من أوراق اللعبة في ايديكم أنتم يامعشر اللاعبين. والدليل على ذلك انكم أنتم أنفسكم الذين خسرتم أمام تركمانستان في عشق أباد وتعادلتم معه على ستاد الشارقة. مفارقات عجيبة حالف التوفيق الانجليزي روي هدجسون وابتسم له الحظ من ملء شفتيه.. فالبدلاء الثلاثة رامي يسلم ومحمد سرور وعبدالرحيم جمعة هم أصحاب الاهداف الثلاثة التي جلبت الفوز على سوريا!! ان الفوز كالعادة له مائة أب والخسارة لها أب واحد فقط.. تلك هي كرة القدم. * جريدة الاتحاد الاماراتية