ما حدث بالرياض ليلة أول أمس، يؤكد أن الإجرام يحتاج للبتر العاجل والفوري، لم تصبح العملية مجرد اختلاف فكري، أو تعارض في الآراء، إنما أصبح الأمر صراعا على الوجود، ينبغي أن تقول الأمة كلها كلمتها الحاسمة فعلا وتطبيقا وسلوكا لاجتثاث هذا الكابوس الذي بات يؤرق هذه الأرض الطاهرة، الآمنة المسالمة. وطننا لم يعرف أبدا مثل هذه السلوكيات، وبلادنا عبر تاريخها لم ينجح كائن ما في زرع الفتنة التي هي أشد من القتل بين أهلها.. فهؤلاء المجرمون القتلة يحاولون الفتنة ويمارسون القتل في نفس الوقت. قلنا في نفس هذا المكان قبل ثلاثة أيام.. إن المجرم لا يتورع عن ارتكاب أية جريمة، وكنا نتوهم أن هناك بعضا من الردع الداخلي كما يقول علماء النفس يجعل الإنسان يعود قليلا عن غيّه من مفهوم "الحرام" الذي يمارسه أو "التحريم" الذي يطالب به. هؤلاء المارقون، دخلوا مرحلة جديدة في العمل الإجرامي، رغم أن جميع الأديان السماوية، تحرم القتل وسفك الدماء حتى أن بعض العقائد الوضعية تجرم قتل بعض الحيوانات، إلا أنهم لم يراعوا حتى حرمة ديننا الإسلامي الحنيف الذي حفظ للإنسان أيا كان وجوده وكرامته وحياته. فلمن يوجه هؤلاء القتلة رسالتهم القذرة؟ وضد من يتحركون؟ ولمصلحة من يعملون؟ وما ذنب الضحايا الأبرياء الذين أصدر عليهم القتلة صكوك الموت دون جريرة؟ الإجابات ليست صعبة.. والتفسيرات لا تحتاج إلى عبقرية، خاصة إذا كان الشيطان باعث الخراب الأوحد والناعق الوحيد في الآذان التي أصابها وقرٌ، فلا تطرب إلا لسماع دوي السيارات المفخّخة لتروع الآمنين.. والقلوب التي خلت من أي معايير إنسانية فأصبحت تستعذب تفجير المجتمع في عملية حقد عشوائية تنتهي بتفجير الذات بقنبلة تحيل الجسد إلى أشلاء، والعقول التي انساقت في الغواية والضلال، ففضلت أن تفكر بالرصاص، وتناقش بالرشاشات. وهي مرحلة تتطلب منا جميعاً التوقف والبدء في مراجعة كل ما حولنا، والتحول إلى سياجٍ أمني يؤازر أجهزتنا الأمنية الشجاعة والباسلة، ليدرك هؤلاء الإرهابيون والقتلة أنهم مجرد (شواذ) عن مجمل المجتمع، وخارجين على أصالته وفكره وتقاليده، ومارقين عن الملة والدين والجماعة. ونقول الآن كما قلنا من قبل.. وكما ستظل الحقيقة لا جدال فيها.. سيبقى هذا الوطن، عزيزاً، شامخاً، أبياً بأبنائه رغم كيد الحاقدين وسنبقى مواطنين أوفياء مخلصين، لديننا ثم قيادتنا وأرضنا وترابنا وتراثنا مهما فعل حواريو إبليس. (مراقب)