قال الشيخ أحمد حمد البوعلي مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالأحساء ان حفل حصاد الخير الذي درج مكتب الهيئة على إقامته سنوياً تحول إلى مؤتمر للتشاور والتعاون بين محبي الخير في هذه المنطقة، التي عرفت تاريخياً بمساهمتها في أعمال الخير. وأشاد البوعلي في حوار أجرته معه (اليوم) بمناسبة إقامة حفل (حصاد الخير) مساء اليوم السبت، والذي سيرعاه صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، بما قدمه صاحب السمو الأمير تركي بن فهد بن جلوي آل سعود المشرف على مكاتب الهيئة في المنطقة الشرقية سابقاً، والذي سيتم تكريمه مساء اليوم، وقال ان سموه كان يعتبر العمل الخيري تكليف وليس تشريف. كما تطرق الحوار إلى جوانب أخرى حول العمل الخيري. حصاد الخير ماذا عن حفل حصاد الخير؟ الحصاد هذا العام يدخل سنته التاسعة، وعندما بدأ كحفل بسيط كان الهدف منه فقط عرض ما يقوم به المكتب من إنجازات، وتكريم ثلة من أهل الخير، نظير ما قدموه من تبرعات سخية ومجهودات وفية، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. ولكن وكما عودنا العمل الخيري دائماً فما طرقنا باباً للخير إلا وتفتحت لنا أبوابٌ أخرى. فالآن الحصاد أصبح له جوانب إعلامية وأخرى اجتماعية وثقافية، فهو ملتقى أو قل مؤتمر سنوي يتقابل فيه الخيرين بالمحافظة، للتشاور والتعاون، ويزيده جمالاً وبهاءً الرعاية الكريمة لصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء جزاه الله خيراً، داعين المولى جل وعلا أن يجمعنا وإياهم في الجنة، وأن يوفق الجميع. وداع الأمير ما كلمتكم بمناسبة تكريم الأمير تركي بن فهد بن جلوي في الحفل؟ ودوره في الارتقاء بالهيئة في المنطقة الشرقية؟ الحصاد هذا العام له مذاق مختلف حقيقة، لا أستطيع أن أصفه، ففيه نودع أخا وصديقا وحبيبا وأميرا قضى 15 عاماً من أحلى سنون عمره بالهيئة. ماذا تريدني أن أقول من كلمات تفي بحق رجل كهامة الأمير تركي بن جلوي، فأنا عاجز عن ذلك، وقريحتي تنضب. فالرجل عنده العمل الخيري تكليف وليس تشريف. رافقته في السفر والحضر، ورأيت فيه صدق المشاعر والعاطفة الجياشة تجاه المحتاجين، والتواضع الجم والتؤدة في القرار وحب الوطن.. رجل مثل هذا له حق منا الدعاء بظهر الغيب، وأرجو الله أن يوفقه دائماً للخير. 1392 مشروعاً ما أهم أنشطة الهيئة؟ مكتب الهيئة بالأحساء أنشطته وأهدافه هي أنشطة وأهداف هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة، التي تعتبر من كبرى المنظمات والهيئات الإغاثية على مستوى العالم. فهي هيئة خيرية تطوعية، تسعى لإغاثة الناس ونشر الخير ومساعدة المعوزين، ومنذ تأسيسها عملت بأساليب ووسائل شرعية متنوعة، لتحقيق أهدافها النبيلة وغاياتها السامية، التي يتطلع إليها المخلصون من أبناء مملكتنا عبر خطط مدروسة وبرامج زمنية مناسبة. وهذه الأنشطة تتمثل في دعم مشاريع موسمية مثل (إفطار الصائمين، كسوة العيد، مئونة الشتاء والأضاحي). وأخرى دائمة مثل كفالة طلاب العلم والأيتام والأرامل والعجزة والمساكين وبناء المستشفيات والمعاهد التدريبية والفنية وتشييد المساجد والمدارس وحفر الآبار.. الخ من المشاريع الإنشائية. وأنجزت الهيئة بالأحساء حتى الآن أكثر من 1392 مشروعاً في الداخل والخارج بفضل الله ومنته. الأنشطة النسائية وماذا عن أنشطة اللجان النسائية، وتجربة العمل الخيري النسائي؟ تعتبر هذه التجربة من أميز التجارب التي عرفتها خلال مسيرتي المتواضعة في العمل الخيري، فأخوات نسيبة وعائشة وذات النطاقين رضي الله عنهن، رغم ما عليهن من التزامات عمل وأخرى منزلية يبذلن كل ما هو غالٍ ونفيس، مضحين بالمال والوقت والجهد، وأنشطتهن هي نفسها أنشطة المكتب، بل لا أبالغ إذا قلت أنهن أحيانا يفقن فروع الرجال بأنشطة اجتماعية وأخرى دعوية وتعليمية وثقافية كالملتقى الرمضاني، والمراكز الصيفية، وحفلات النجاح، والدروس الفقهية، ودروس التقوية، والمسابقات والمحاضرات. فللمكتب 4 فروع نسائية الهفوف، المبرز، الجفر وبقيق، وسوف يفتتح فرع بالعيون قريباً، وتدير هذه الفروع أخت فاضلة هي أسماء عمر الملا. فقراء الداخل هل هناك دعم لفقراء الداخل؟ الآن أصبح لفقراء الداخل بالهيئة شعبة خاصة، ولها الكثير من المشاريع الطموحة التي سوف يعلن عنها في حينه، وخصصت لهم ميزانية كبيرة جداً، وقد تم تعيين الشيخ فهد أحمد الظفر، وهو من الاخوة الذين لهم خبرة تراكمية في العمل الخيري. ولكن قد لا تصدقني إذا قلت لك أن الكثير من هؤلاء عندما يطرقون أبوابنا يقولون أن أبواب الخير بالمملكة كثيرة، ولله الحمد.. ولكن من لإخواننا المحتاجين في آسيا وأفريقيا وغيرها من الأماكن غير هيئاتنا الخيرية. يعني هم رغم حالهم يودون أن يقسموا اللقمة التي بين أيديهم مع هؤلاء، فأيما شعور بالإيثار أعظم من هذا. مجلس تنسيقي وماذا عن التنسيق مع الهيئات الخيرية بالأحساء في المجال الخيري؟ مؤخراً بادرت الهيئة بفكرة إنشاء مجلس تنسيقي للمؤسسات الخيرية بالأحساء، وأوجدت الهيئة نظاماً له، وعرضته على بعض المؤسسات الخيرية، ووافقت عليه، وهو الآن في طور البلورة النهائية، وسيقدم قريباً بصورة أفضل وأوسع بإذن الله، وإن كان ذلك التشاور والتنسيق موجوداً أساساً، ولكن وددنا تأطيره، فكان ثمرة ذلك كثير من الأعمال المشتركة وذات المردود الطيب، مثل مخيم بوارق الخير للشباب خلال العطلة الصيفية، ومسابقة الأمير محمد بن فهد للقرآن الكريم والسنة والخطابة مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وبوستر مشروع تفطير الصائمين، ولقاء المؤسسات الخيرية السنوي الذي يقيمه الشيخ عبدالمحسن الفهد الملحم (للسنة التاسعة)، جزاه الله خيراً، كما نطمح للمزيد بإذن الله. ضرورة قصوى بحكم تجاربكم السابقة ماذا يجب توافره في المؤسسات الخيرية لتدخل في دائرة التميز؟ من أهم ما يجب أن يتوفر أن تكون المؤسسات الخيرية أكثر وقوفاً وتفاعلاً مع المجتمع، والعمل الخيري في ظل الظروف الراهنة التي طرأت على الساحة العالمية والتغيرات السريعة في شتى مجالات الحياة اقتصادياً واجتماعياً، والأحداث المتواترة، أصبح ضرورة قصوى، والحاجة إليه ماسة، فمنظمات المجتمع المدني في كل البلدان صار يعوّل عليها كثيراً، خاصة وأنها تستطيع الوصول لشرائح متعددة من فئات المجتمع أكثر من غيرها من الجهات الأخرى. وبتضافر الجهود الرسمية وجهود القطاع الخاص مع مؤسساتنا الخيرية، وبزيادة عدد ساعات التطوع، وتربية النشء على حب العمل الخيري، وتدريب الكوادر العاملة به وتطويرها وتنمية قدراتها، مع الاستفادة من آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا في ذلك، نحقق التميّز المنشود، خاصة وأن بصماتنا واضحة في هذا المضمار. أجندة خفية ما نظرتك للعمل الخيري في ظل المتغيرات الجديدة؟ ذكرت لك أن العمل الخيري متأصل في مجتمعنا، ونابع من تعاليم ديننا الحنيف، وهو منهج حياتنا، وبالإضافة إلى نواحيه الإنسانية، أننا نؤجر عليه ونثاب، فرسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلام يقول: (من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له). إذاً مؤسساتنا الخيرية تعتبر أذرع خير لحكومتنا الرشيدة، وسياستها منبثقة منها، فلا تتدخل في شئون الآخرين، وليس لديها أجندة خفية، وتعمل في وضح النهار، مع العديد من الهيئات الدولية كبرنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشئون اللاجئين وsave the children وهيئة الأممالمتحدة وغيرها، ولم نسمع منها سوى الثناء والتقدير على مؤسساتنا الخيرية. مبنى المكتب الجديد ماذا عن وقف مبنى المكتب الجديد؟ أهالي الأحساء منذ القدم مشهور عنهم الحرص على الوقف، والوقف هو عصب الإنفاق، ومن أفضل الصدقات، لأن أصلها ثابت، وأجرها دائم، وخيرها عميم، وكما تعلم أن العمل الخيري اليوم في حاجة ماسة وملحة للدعم بأحدث الوسائل التي تمكنه من مواجهة التحديات المستقبلية. لذا عزمنا على إنشاء مقر دائم لنا، عبارة عن مباني مكاتب عقارية وسكنية وتجارية، يخصص ريعها لمشاريع الهيئة وقفاً خيرياً، والذي تبلغ تكلفة أرضه وبنايتها 5 ملايين ريال، وبحمد الله وتوفيقه تمكنا حتى الآن من شراء قطعة أرض للمبنى الرجالي بالعزيزية مساحتها 4200 متر مربع بواسطة محسنون من أهالي الأحساء، ومخططاتها الآن تحت العمل بأحد المكاتب الهندسية. أما المبنى النسائي فلله الحمد والمنة قد وفقنا في شرائه بالبندرية على مساحة تقدر بألف متر مربع، وهو يحتاج لحوالي 300 ألف ريال ليرى النور. وانتهز هذه السانحة لأناشد أهل الخير الذين ما ضنوا علينا يوماً، أن يمدوا أياديهم البيضاء، مساهمين معنا ولو بالقليل إحياءً لهذه السنة النبوية الشريفة.