يحرص المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد على حضور فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي سنوياً، لكنه كعادته في السنوات الثلاث الاخيرة، أي بعد وقوع احداث 11 سبتمبر يمكث في القاهرة 5 ايام فقط ليتابع نصف فعاليات المهرجان ثم يحزم حقائبه عائداً إلى الولاياتالمتحدةالامريكية التي يعيش فيها منذ نحو خمسين عاماً.. وخلال زيارته القصيرة للقاهرة التقت "اليوم" بالمخرج العربي الكبير.. او السفير الوحيد للعرب في هوليوود. المخرج الكبير اكد انه تقدم منذ اشهر قليلة بطلب إلى الرقابة المصرية للموافقة على عرض فيلمه "الرسالة" داخل مصر، وقال انه لم يتلق حتى الان أي رد من الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.. واضاف: لا اعرف سبب الموقف المصري فالفيلم سبق عرضه في جميع انحاء العالم الاسلامي عدا مصر التي كتب فيها سيناريو الفيلم على مدى عام كامل التقيت خلاله بمجموعة من علماء الدين الاسلامي مثل الدكتور عبد الرحمن بيصار ود. عبد المنعم النمر والمؤرخ الاسلامي د. احمد شلبي والكتاب والمفكرين توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي وعبد الحميد جودة السحار مؤلف الفيلم.. وكل هؤلاء شاركوا في وضع سيناريو الفيلم والذي قام بترجمته واعداد للانجليزية سيناريست امريكي.. حتى الترجمة عرضت على الازهر الذي وافق على السيناريو ووضع خاتم الازهر على كل صفحة من السيناريو، وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم تم عرضه في عرض خاص حضره الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان يشغل منصب وزير الاوقاف انذاك، وعقب انتهاء العرض قام بتهنئتي.. وحتى الان لا اعرف لماذا يمنع الفيلم من العرض في مصر. ويضيف مصطفى العقاد: وعقب احداث 11 سبتمبر قام الجيش الامريكي بشراء مائة نسخة من هذا الفيلم لكي يشاهده الجنود الامريكيون ويحاولوا من خلاله فهم أي شيء عن الاسلام قبل سفرهم للحرب في افغانستان. هل هناك جديد بالنسبة لفيلمك صلاح الدين والذي تعثر اخراجه للنور بسبب عدم وجود تمويل؟ * حتى الان لم استطع ايجاد تمويل لهذا الفيلم، واذا توافر لي ذلك سأبدأ في تصويره فوراً، مشروع الفيلم مكتوب وانتهيت منه منذ سنوات عديدة.. وهو يتناول شخصية صلاح الدين الانسان الذي يتمتع بالسماحة والشهامة وليس المحارب - وهي شخصية تعكس الاخلاقيات والسلوكيات الاسلامية بما يقدم صورة صحيحة عن الاسلام. كيف ترى السينما في مصر والعالم العربي؟ * السينما المصرية والعربية ما زالت متوسطة المستوى رغم انها مملوء بطاقات فنية عالية ولكنها تفتقر إلى الامكانات والتكنولوجيا الحديثة التي توجد في الدول المتقدمة سينمائياً والدليل على كلامي كان واضحاً من خلال فيلم "الرسالة" الذي جمعت فيه بين ممثلين عرب واجانب عالميين، وعندما توافرت الامكانيات لهم قدم هؤلاء الفنانون العرب مستوى عالمياً في كل شيء.. فالسينما العربية تعاني من نقص التكنولوجيا وعدم القدرة على التسويق الخارجي. كثيراً ما تنتقد المخرج المصري الكبير يوسف شاهين فهل ما زلت مصراً على موقفك نحوه؟ * نعم.. فيوسف شاهين يحاول التقرب للغرب من خلال افلامه وشعرت بالعار والخزي عندما شاهدت المسلمين في الاندلس يحرقون الكتب في فيلمه "المصير" وانا اتحدث هنا كانسان عربي ومسلم وليس كمخرج، ربما تكون هذه الواقعة حقيقية، لكن لماذا صمم يوسف شاهين على وضعها في الفيلم.. وبسبب ذلك صفقوا في الغرب كثيراً لهذا الفيلم، لانهم في الغرب يسعدون بمهاجمة كل شيء اسلامي، ويصفقون لكل من يهاجم الاسلام.