في شهر رمضان يستطيع الإنسان التفرغ للعبادة، وقد خص الإسلام المرأة بالعديد من الحقوق والواجبات التي من شأنها أن تسدد خطاها وترفد دورة الحياة بالخير والمحبة والتقوى، لأن دور المرأة في العائلة كبير ومناط بها في رمضان مهام كثيرة عليها أن تتحملها برضا، خاصة بالنسبة للأولاد حيث يعتقد الكثير من التربويين أن الأم تمثل الشيء الكثير بالنسبة للأطفال، والإسلام أعطاها الأحقية والدور الكامل في الاهتمام بهم. ولنا هنا أن نتساءل كيف تعلمين أبناءك الصيام في رمضان؟ وكيف تعتنين بهم وبصحتهم في هذا الشهر؟ ومن خلال هذا التحقيق استطعنا الحصول على بعض الإجابات حول هذا الموضوع. تقول خلود الشهري أنا أعلم أطفالي الصيام بأن يصوموا نصف يوم وبعد أن يكبروا تكون لهم المقدرة على الصيام يوماً كاملاً حيث إنهم قد تعودوا على الجوع، مشيرة إلى أنه من الضروري إخبارهم بأن الصيام فيه اكتساب الأجر وأنه مناسبة للتضامن مع الفقراء الذين لا يجدون طعاماً طوال العام، فلماذا لا نتحمل نحن ساعات معينة ولمدة شهر فقط؟. وتؤكد الشهري أن هذا الأسلوب يلاقي نجاحاً كبيراً كونه يعتمد على العاطفة، حيث إن الطفل عاطفي بطبعه، وتؤثر فيه مشاعر الآخرين. وتؤكد هدى القحطاني ما ذهبت إليه الشهري بقولها إنني أعود أطفالي على صيام نصف نهار، مشيرة إلى أنني أحاول أن أقدم لهم أطباقاً لذيذة على طعام الإفطار كمفاجأة، مضيفة أن هذا الأسلوب قد يدفعهم لحب الصيام على اعتبار أن الصائم ينال طعاماً لذيذاً، وفي نفس الوقت أحاول أن أقرب لديهم الفكرة بأن الثواب هو مثل الطعام اللذيذ كلما أتى الإنسان بعمل خير يجني من ورائه حسنات وخيرات كثيرة تشبه الطعام اللذيذ. وتضيف القحطاني إن عملية التدرج في الصيام هو أمر مقبول جداً ومجرب لدى الكثير من الناس، وذلك يمكن تجريبه من خلال إقناع الطفل أن يصوم جزءا من اليوم الأول ثم زيادة هذا الجزء بالتدريج، وحتى في حال صيامه يوماً كاملاً يمكن أن ندعه يفطر بعض الأيام ثم يعاود الصيام وهكذا حتى يتمكن من الصيام بشكل كامل. وتقول نادية العلي خلال السنوات الأخيرة ومن ضمنها هذه السنة يصادف الشهر الكريم أيام الامتحانات ولذلك يخاف الإنسان على أطفاله كثيراً من التعب والإجهاد. وتشير جمانة عبد الرحمن إلى أهمية مراعاة الأطفال إذا حضروا من المدرسة وهم في حالة من التعب، مشيرة إلى أنه في حالة تناولهم الطعام أو شرب الماء ألا ننهرهم بقسوة وإنما نوجههم إلى أهمية تناول القليل فقط ومن ثم مواصلة الصوم، حتى لا يشعروا برهبة وخوف، وإنما يواصلون صومهم عن قناعة وهو أمر محبب إلى قلوبهم، أما في حالة التشديد عليهم فإنه قد يأتي بنتائج عكسية وهو أنهم قد يصومون بدون قناعة. وأكدت جمانة على أهمية إعطاء الأطفال جوائز مادية أو عينية إذا أكملوا صيام يوم كامل، ونركز على الألعاب التي يحبونها أو مكافأتهم بنزهة خارج المنزل وهكذا.. وقالت أخصائية التغذية منى غريب إن تعويد الأطفال على الصيام أمر محبب في الإسلام، مضيفة أن غالبية الأطفال يتمكنون من الصيام في الأحوال الطبيعية، أما إذا كان الطفل مصابا بأحد الأمراض كضعف البنية أو الهزال أو الإسهال فإنه من المفضل متابعته من قبل الطبيب أو مراعاة حالته إذا كانت الأم تتابعه بشكل جيد. وأكدت غريب على أهمية السحور بالنسبة للأطفال وذلك لأهمية المخزون الذي سوف يحصلون عليه طوال فترة النهار، وفي حالة عدم تناول السحور فإن الطفل لا شك سيشعر بالجوع، كما أنه من جهة أخرى سيشعر بأنه ليس كبيراً وأنه لم يحن الوقت بعد لصيامه، خاصة أنه يعلم أن باقي أفراد الأسرة يتناولون هذه الوجبة. مشيرة إلى أن السحور لا يقل أهمية عن الفطور، بل قد يفوقه، لأن الجسم في خلال فترة الليل يكون أكثر تهيئة للطعام منه في خلال النهار، لأن وقت الفطور تكون المعدة فارغة تقريباً واستعدادها لقبول الطعام يكون محاطاً بشيء من الحساسية أما فترة الليل فإن المعدة تكون جاهزة للأكل كونها تعودت عليه وهضمت ما هو موجود لديها من أطعمة. وتشير غريب إلى أهمية شيوع حالة الصيام لدى الأطفال عند الأقارب وبقية الأهل لأن الأطفال يتأثرون بمن حولهم من الأقارب، وفي شهر رمضان هناك فرصة كبيرة للتنسيق بين الأمهات والآباء في العائلة الواحدة وبين الأصدقاء على ضرورة التركيز على صيام أبنائهم وشرح معاني الصيام لهم، لما لهذا الفعل من الأثر الطيب في نفوسهم وإحساسهم بأنهم كبار وأنهم يقدرون المسئولية. مسئولية الام كبيرة تجاه الابناء يجب ان يتعود الطفل الصيام بالتدريج