تمكن العلماء في مركز تافتس-نيوانجلاند الطبي في بوسطن، من تطوير جهاز إلكتروني صغير يشبه المنظمات القلبية، يمكن زراعته في البطن بهدف تخفيف الوزن. وأوضح الباحثون أن هذا الجهاز يخدع الجسم ويجعله يعتقد أنه شبعان وممتلئ، مما يمثل بديلا فعالا للجراحة الهضمية الجذرية المخصصة لمساعدة المصابين بالبدانة على إنقاص كميات كبيرة من أوزانهم. وقال هؤلاء إن هذا الجهاز الذي تم اختبار فعاليته وسلامة استخدامه على 450 شخصا، قد يقدم طريقة جديدة تساعد الأشخاص البدينين وضخام الأجسام على استعادة رشاقتهم المفقودة، خصوصا مع إخفاق أساليب التنحيف الأخرى كالحميات الغذائية أو الأدوية المثبطة للشهية. وأشار الأطباء إلى أن التقنيات الجراحية التي تقلّص المعدة وتعيد فتح القناة الهضمية هي الوحيدة الموثوقة والفعالة في إنقاص أوزان البدينين، ولكنها تحمل العديد من المخاطر ومنها فرصة وفاة بنسبة واحد في المائة، لافتين إلى أن 100 ألف شخص خضعوا لمثل هذه الجراحات هذا العام، وأصيب 10 في المائة منهم بمضاعفات خطيرة كالنزيف والانتانات الرئوية والتجلطات الدموية. وفسّر العلماء أن الجهاز الجديد الذي أطلق عليه اسم (منشط المعدة المزروع)، يشبه منظم ضربات القلب، ولكن بدلا من أن ينشط القلب، فهو يرتبط بجدار المعدة ويساعد في تقليل الشعور بالجوع. وقام الخبراء بزراعة هذا الجهاز عند 30 من البدناء الرجال والنساء، ممن وصلت أوزانهم إلى 242 باونداً (110 كيلوغرامات)، وكان متوسط عامل الجسم الكتلي لديهم، الذي يقيس الوزن إلى الطول، 42 في حين يبلغ الحد الطبيعي لهذه النسبة، 25 ويعتبر الأشخاص الذين تصل لديهم هذه النسبة إلى 30 وما فوق من البدينين. وأوضح العلماء أن نظام الجهاز يستخدم مولد نبضات إلكتروني صغير يوضع تحت الجلد في منطقة البطن ويتصل بالمعدة بواسطة سلكين، وتستغرق عملية الزراعة هذه أقل من ساعة وتجرى في العيادات الخارجية باستخدام إجراءات التنظير البطنية، ثم يبدأ الأطباء بتشغيله حتى يشعر المرضى بأعراض مزعجة كالغثيان أو تقلصات البطن، كدليل على الشبع، وعندها يطفأ حتى يختفي هذا الإحساس.