أكد وكيل وزارة النفط الكويتية عيسى العون ان حجم الطلب العالمي على النفط خلال الربع الثالث من العام الحالي بلغ نحو 78 مليون برميل يوميا وقد يرتفع في الربع الاخير الى 80 مليون برميل يوميا. وقال العون ان نظرة تحليلية الى الاوضاع النفطية تؤكد ان النمو في الطلب على النفط ما زال قويا، وان دول الاوبك تساهم في ما يقارب 26 مليون برميل يوميا، بينما تساهم الدول الاخرى بحوالي 54 مليون برميل يوميا، مشيرا الى ان دول الخليج العربي تساهم بنسبة اساسية في انتاج الاوبك، كما ان الاحتياطيات الطبيعية في بلدان هذه المنطقة تفرض على العالم ايلاء مزيد من الاهتمام باستقرار البلدان المنتجة في المنطقة وضمان تدفق الامدادات النفطية منها للبلدان المستهلكة، كما ان الطلب المتوقع على النفط والغاز قد يعني الاهتمام برفع الطاقات الانتاجية وزيادة الاستثمارات فيها. وأشار الى انه اذا كانت الشركات النفطية العالمية مهتمة بالاستثمار في الصناعة النفطية في بلدان المنطقة فان ذلك يحتم علينا التضامن لايجاد صيغ تحفظ الحقوق الوطنية لتلك الدول في مواردها الطبيعية، والاستفادة في الوقت ذاته من التقنيات التي تملكها تلك الشركات في تطوير القدرات الانتاجية. عوامل قوية للاستمرار في سوق الطاقة وعلى صعيد آخر، فقد اكد نائب رئيس مجموعة (بي.بي) لمنطقتي حوض قزوين والشرق الاوسط ريتشارد بانيجويان انه على الرغم من الصراعات والتغيرات على الصعيد الجيوسياسية فانه تبقى هناك عوامل قوية للاستمرارية في سوق الطاقة فيما يواجه صناع القرار تحديا رئيسيا يتمثل في التمييز بالنسبة لمستقبل الصناعة على المدى البعيد وأشار في كلمته أمام مؤتمر نفط الخليج بعد الحرب على العراق الى الاتجاهات الرئيسية في الطاقة مؤكدا أن الهيدروكربونات ستستمر في تلبية الجزء الاكبر من الطلب العالمي في العقود المقبلة وان كان هناك تحول كبير ياخذ مجراه مع تزايد نسبة الغاز في اجمالي أنواع الطاقة. وقال ان امدادات الطاقة بقيت مرنة بعد احداث 11 سبتمبر وأثناء حرب العراق الاخيرة منوها بالدور الحاسم للدول الخليجية في المحافظة على امدادات الطاقة والثقة في السوق حيث ما زال نفط المنطقة اساسيا للاسواق العالمية. وحذر من انه في الوقت الذي سيبقى فيه الخليج العربي مصدرا للامدادات النفطية في المستقبل فان الاتجاه الجغرافي لاعمال التنقيب والانتاج عرضة للتغيير بشكل تدريجي. وأضاف: انه في الوقت الذي تتراجع فيه مناطق مثل بحر الشمال وشواطىء الولاياتالمتحدةالامريكية تنفتح مناطق جديدة في كثير من اصقاع العالم. واستعرض بانيجويان في هذا السياق دور التقنيات واعتبرها مفتاحا للتغييرات التي طرأت على كيفية حصول العالم على الطاقة، مؤكدا انها تسهم ايضا وباستمرار في زيادة معدلات الانتعاش وتقليل تكاليف استخراجها وتحسين الكفاءات والتمكين من الوصول الى امدادات النفط والغاز التي كانت غير متاحة في السابق.