لا نريد ان نكون كالنعام رأسنا في التراب كلما هبت علينا عاصفة، ولامنفعلين متعجلين في التعامل مع قضايانا، بل نريد ان نكون واقعين نتعامل مع الظروف بحكمة وصراحة فلا نبالغ في وضع حلول لا تناسبنا ولا ننغلق لدرجة ايماننا بأن اي حل سيهدد مجتمعنا خاصة اذا كنا سنناقش قضايا هامة وخطيرة كقضية الفراغ الذي يعانيه شبابنا وهم الشريحة التي تشكل نصف سكان المملكة. وكم تمنيت من كتابنا ومسئولينا والقائمين على مجتمعنا التعامل مع هذه القضية بوضوح وواقعية وجدية او ان يبحثوا عن حل للخروج من هذا المأزق الذي يعانيه شبابنا. فهؤلاء الشباب لا يملكون ولو مجالا واحدا للترفيه وهذا واقع اتمنى من كل قارىء ان يسأل نفسه ان كان هناك مجال واحد يستطيع هؤلاء الشباب التعامل معه لقتل الفراغ الخطير. لقد فاجأني شخص له مكانته بقوله ان كل شيء متاح للشباب لكنهم يريدون ان يتمردوا ويخرجوا عن عاداتنا وتقاليدنا. وقد تشاءمت وانا اكتب هذه الزاوية فاذا كنت ابحث عن حل لمشكلة الفراغ فان هناك من لا يعتقد ان هناك مشكلة اصلا!! اننا نقسو على شبابنا ونتركهم يغرقون دون ان يشعروا ونضعهم في زاوية ضيقة وكأنهم اعداء لنا ولمجتمعنا بينما هم الحاضر والمستقبل والامل وللاسف فان اغلبنا يتعامل معهم على اساس انهم شريحة متمردة خارجة عن العادات والتقاليد.. ولهذا نتفنن في البحث عن تعقيدات جديدة ولوائح متشددة لكل صغيرة وكبيرة مع ان المثالية تكمن في البحث عن المشكلة من جذورها لانتائجها او قشورها. لقد ساهمنا من حيث لا ندري بحصار الشباب في بوتقة ضيقة لا يتنفسون بشكل طبيعي ولا حتى ينظرون للامور بواقعية فمنهم من اتجه للمخدرات فمات او تشرد ومنهم من أعيق بسبب حوادث السيارات ومنهم من انزوى بعيدا عن اهله وناسه. وكم اتمنى الا يخرج علينا احد ليشكك فيما نقول لان الفراغ الذي يعانيه شبابنا هو مصدر معظم المصائب والمشاكل والعقد.. ابحثوا معي عن وسيلة مقنعة لشبابنا يروحون فيها عن انفسهم ويعبرون عن ذاتهم بدلا من الانحراف او الانطواء وافتحوا البرامج لهم لتسمعوا مشاكلهم وآهاتهم ومعاناتهم. وسهلوا او تساهلوا في الفرص الممكنة لقتل الفراغ دون تعقيد او انغلاق. وتأكدوا من ان الحكم على شبابنا يجب الا يكون معياره ما يحدث في اسواقنا التجارية او ما نشاهده عند منافذنا الجوية والبرية والبحرية. بل يجب ان يكون معياره اولئك الشباب الذين يقاتلون من اجل قتل فراغهم دون الحاجة للتمرد على قيمهم واخلاقهم. ولكم تحياتي