عزيزي رئيس التحرير قرأت بعناية اللقاء الذي نشرته جريدتكم الموقرة والذي أجراه من دمشق مراسلكم هاني الحجي, وبداية أحب ان اشكر المراسل على هذا الجهدالطيب في محاولة منه لتعريفنا بالحركة الثقافية السورية ومحاولة سبر أغوار كاتب له وزنه على الساحة القصصية والروائية ربما على المستوى العربي رغم انه مجهول نوعا ما إلا انه من خلال تصفح بعض أعماله نلمس تميزا من نوع ما. وحسب متابعتي لجريدتكم الموقرة ألمس المتابعة الثقافية المتميزة على الأقل يوم الاثنين حيث الملحق الثقافي الذي ينتظره المثقفون والمتابعون كل أسبوع خاصة اللقاءات المتميزة التي تجري مع نخبة من كتاب الوطن العربي. وبالنسبة للقاء المذكور فقد أثارني ما طرحه الكاتب من تهجم على شخصيات أدبية عربية مثل حنا مينه ونجيب محفوظ وأدونيس وان كان لكل كاتب الحق في ابداء رأيه فيما شاء من القضايا والأشخاص إلا انه يجب عليه التحلي بالخلق الثقافي والأدبي, اذ عندما يرغب التحدث عن شخصية ما عليه ان يتناولها من منظور نقدي وصحفي لا ان يصب جام غضبه او حقده على كل شخص يختلف معه في وجهة نظره. فمثلا حين تناوله لحنا مينه قال ان رواياته أشبه بأفلام سينمائية هابطة لم يحلل لنا كيف استقى هذه الرؤية فنحن قرأنا بعض روايات الروائي حنا مينه فلم نجد ما قاله وان كانت بعضها يمكن تحويها الى أفلام او مسلسلات كما حصل في (نهاية رجل شجاع) وهو المسسل الذي نجح على المستوى العربي فضلا عن نجاح الرواية. وأعود فأقول ان من حق حسن حميد ان يختلف مع حنا مينه او غيره, ولكن هل كون مينه لم يكتب رواية او عملا عن القضية الفلسطينية يعني انه فاشل او عمله غير حقيقي؟ أليس هذا تجنيا على كاتب بحجم حنا مينه؟ اننا نرغب في ان يقوم الكاتب بعمل نقدي نزيه يبين لنا مثالب كتابات حنا مينه وأوجه الضعف فيها وكيف انها مجرد سيناريوهات لأفلام هابطة موضحا قوله بالاستشهاد والدليل بشكل فني ثقافي أدبي بعيدا عن التهجم واشعال النعرات وإذكاء الخلافات بنار التصريحات غير المسؤولة. وينطبق هذا الكلام على ما قاله عن نجيب محفوظ, فهل كون نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل مثلا تجعله هدفا ومرمى لسهام النقد غير البناء رغم انه لم يتناول هذا الجانب ولكن هذا يدفعنا لطرح مثل هذا التساؤل. من هنا لا ينبغي لنا ان نرمي كل كاتب بالخيانة وعدم الاخلاص لمجرد انه لم يكتب عن القضية الفلسطينية او حسب تعبير الكاتب يدير ظهره لها ان هذا الحكم يحمل الكثير من التجني على كتاب لهم تواجدهم الطاغي على الساحة العربية وينبغي توجيهه بطريقة علمية. لأننا اذا وجهنا النقد بهذه الطريقة سنضع أغلب المبدعين العرب في نفس السلة!! فاضل عمران قصاصة