كان رائعا.. بل في منتهى الروعة مقطع من حديث, احدى الشاشات الفضائية.. هذا المعرض فلتة زمانه من قصاصة من احدى الصحف المحلية. هذا المعرض تخطى كل التوقعات من حديث للاذاعة. الان وقد اسدل الستار على فعاليات المعرض ولملم المشاركون اشياءهم وعادوا الى ديارهم, عندها قام العاملون على المعرض بترتيب ساحات المعرض اما القائمون على المعرض فقد تنفسوا الصعداء. انه من خلال متابعتنا لما يكتب عن المعرض قبل واثناء وبعد افتتاحه لم يتطرق احد ولو دون قصد الى سلبيات المعرض فكانه بذلك وصل درجة الكمال مع ان القاعدة تقول (ان تمام الشيء من المحال). لقد زرت المعرض اكثر من مرة نزولا عند دعوات شخصية وذات تاثير في الشان العقاري كما ان الحملة التي سبقت المعرض كانت كفيلة بازاحة جميع الارتباطات, كما انها الغت المخاوف التي كانت قد عششت لسنوات من فشل (المعرض السابق). وبهرت كغيري حينما ولجت في عمق الحدث خصوصا التنافسية والحميمية والدفء الذي احسست به عند الاستقبال من ذوي الشان, التبسم والبشاشة والضيافة العربية (هذا يناولك فنجان قهوة وذاك يقدم تمرا مطعما باللوز والجوز وذاك يعلق كيسا مملوءا بالهدايا في يدك عنوة) ناهيك عن طرق العرض التي تعد سابقة لم نألفها محليا, كلها ايجابيات تجير لصالح العاملين والذين خلف الكواليس. لكن (لكل شيء اذا ما تم نقصان).. واني وبعين المراقب الحريص والمتابع لكل حدث احسبه تطورا يصب في صالح المنطقة وابنائها, اود تدوين بعض (السلبيات) التي ربما اغفلت لاسباب قهرية او طوعية: 1- المرشد الرسمي ونعني به (الاستقبال) لم يكن متفرغا للزوار بدليل ان العاملين فيه لم يرفع احد منهم رأسه لالقاء عبارة الترحيب لانشغاله باعداد (بطاقة زائر) مع ان الزائر يرغب في توجيه او تعليمات تختصر له امورا كثيرة مثل (من اين ابدأ؟), (اين الدليل؟), (انا قادم من مكان بعيد.. اين اقرب فندق؟ هل توجد سيارات اجرة. الخ). 2- عدم مشاركة (الجهات الرسمية) ونعني بها الوزارات ذات العلاقة كوزارة التخطيط والاقتصاد ووزارة الداخلية ممثلة ب(الدفاع المدني) الذي يؤمل منه المشاركة الفعالة في تخطيط (المسكن) الصحيح والاستئناس برأيهم عند تخطيط المسكن من حيث مخارج ومداخل المسكن والممرات والنوافذ حرصا منها على سلامة الساكنين ناهيك عن شروطها الالزامية عند تخطيط (المساهمات) و (المجمعات السكنية والتجارية). 3- شاركت وزارة الشؤون البلدية والقروية على استحياء مع ان المفروض ان يكون لها نصيب الاسد في المعرض لما لها من ارتباط وثيق مع الحدث فهي الجهة المرتبطة والملتصقة قلبا وقالبا مع كل اطراف العملية العقارية (تجار ومساهمين وساكنين). 4- صندوق التنمية العقارية (حلم كل مواطن سعودي) لم نر له تواجدا في هذه التظاهرة الامن بعض الدوريات والنشرات التي لاتغني ولاتسمن من جوع! 5- معظم العروض ان لم نبالغ ونقول كلها - موجهة الى (الكبار) حتى طالعتنا عناوين الصحف في اليوم الثاني للمعرض عن عقد صفقات (بالملايين) ولم يحظ (متوسطو ومحدودو الدخل) باي نصيب يذكر بل همشوا وابعدوا تماما بينما جل الحضور كان من تلكم الطبقة, لقد حرموا من (حلم بيت العمر). 6- لوحظ قيام بعض العارضين بطرح مساهمات (وهمية) اي لم تطبق على ارض الواقع بينما المفروض على القائمين على المعرض تقصي الحقائق ما امكنهم ذلك لتفادي اي تدليس او غش يضر ابناء البلد. 7- يؤخذ على القائمين على المعرض انحيازهم للعارضين (الكبار) مما اصاب الاخرين بالاحباط خصوصا عند الافتتاح او زيارة مسئولي الدولة او عند طلبهم اضافة (رف) او (خط هاتف.. الخ). تلك بعض الملاحظات التي اتمنى ان تجد صدرا رحبا لدى القائمين على المعرض لتلافيها في المعارض القادمة والى الامام نحو صناعة عقارية ناجحة.