طرابلس، بنغازي، معبر الذهيبة الحدودي (الحدود التونسية - الليبية) - رويترز، أ ف ب - قال معارضون ليبيون أمس إن قوات الحكومة الليبية قصفت صهاريج كبيرة للوقود في مدينة مصراتة التي يحتدم فيها القتال بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية مما أدى إلى تدميرها واشتعال حريق ضخم. ومصراتة هي المدينة الأخيرة الكبيرة في غرب ليبيا التي لا تزال في يد المعارضة المسلحة. وتخضع المدينة التي يوجد بها ميناء على البحر المتوسط لحصار منذ أكثر من شهرين حيث قتل مئات من الأشخاص في بعض من أشرس المعارك بين قوات القذافي والمسلحين المعارضين. وقدّم المعارضون روايات متباينة عن قصف مصراتة لكنهم قالوا إن الهجوم الذي شن الليلة قبل الماضية وأصاب صهاريج للوقود تستخدم للتصدير وأيضاً للاستهلاك المحلي وجّه ضربة لقدرتهم على احتمال الحصار. وقال أحمد حسن وهو ناطق باسم المعارضة: «دمّرت أربعة صهاريج بالكامل ونشب حريق ضخم امتد الآن إلى أربعة صهاريج أخرى. لا يمكننا إخماده لأننا لا نملك المعدات اللازمة». وأضاف قائلاً في اتصال هاتفي: «ستواجه المدينة الآن مشكلة كبيرة. تلك (الصهاريج) كانت المصدر الوحيد للوقود في المدينة. كان يمكن أن تزود هذه الصهاريج المدينة بما يكفي من الوقود لثلاثة أشهر». وقال حسن إن قوات الحكومة استخدمت طائرات صغيرة تستعمل عادة في رش المبيدات في شن الهجوم أثناء الليل في قصر أحمد. وفي وقت لاحق أبلغ حسن محطة تلفزيون «الجزيرة» أن الهجوم شنته ثلاث طائرات هليكوبتر عليها شعار الهلال الأحمر. وقال ناطق آخر باسم المعارضة - ذكر أن اسمه عبدالسلام - إن طائرة هليكوبتر للقوات الحكومية قامت بمهمة استطلاع فوق الميناء وبعد ذلك بساعتين وفي حوالى منتصف الليل بالتوقيت المحلي أطلقت القوات الحكومية صواريخ أصابت ثلاثة صهاريج للوقود تابعة لشركة نفط البريقة. وقال حسن إن المعارضة أبلغت حلف شمال الأطلسي بوصول الطائرات قبل الهجوم لكن لم يكن هناك رد. ووفقاً لمعارضين فإن الحكومة الليبية قامت الشهر الماضي بمهمة استطلاع واحدة على الأقل باستخدام طائرات هليكوبتر فوق مصراتة. وأكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس أن مروحيات حلّقت بالفعل في أجواء مصراتة الخميس في خرق للحظر الجوي الذي يفرضه الحلف، من دون أن يؤكد أن المروحيات كانت تحمل شارة الصليب أو الهلال الأحمر. وقال سليمان الفورتية ممثل مصراتة في المجلس الوطني الانتقالي إن مروحيات صغيرة حلقت في أجواء مصراتة الخميس والجمعة وألقت ألغاماً في المرفأ الذي يبقى المتنفس الوحيد للمدينة مع الخارج. وأضاف أن هذه المروحيات كانت «تحمل شارات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لكي يخيل لمن يراها أنها تشارك في أعمال إنسانية». وقال عامل في الشؤون الإنسانية في مصراتة إنه شاهد الجمعة مروحيات تحمل شعار الهلال الأحمر تحلق فوق مرفأ مصراتة وهي ترمي ألغاماً في المياه. ورداً على سؤال ل «فرانس برس» قال مسؤول في الحلف الأطلسي إن إحدى سفن الأطلسي سجلت وجود مروحيات الخميس فوق مصراتة. وقال: «سمعنا من يقول إن المروحيات كانت تحمل شعار الصليب الأحمر»، موضحاً انه لم يكن من المفترض تحليق أي طائرة الخميس في هذه المنطقة في إطار الأعمال الإنسانية، وإذا صح هذا الأمر فهو يعتبر «خرقاً للقانون الدولي» بحسب قوله. وفي جنيف قالت ناطقة باسم الصليب الأحمر إنها تلقت معلومات بهذا الصدد من دون أن تكون قادرة على تأكيد حصولها لأنه ليس لدى الصليب الأحمر في الوقت الحاضر أي فريق في مصراتة. من جهة ثانية، اتهم الثوار قوات القذافي بقصف مرفأ مصراتة السبت. وقال العقيد أحمد عمر باني الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي: «حاولوا مجدداً تدمير مرفأ مصراتة بواسطة صواريخ غراد إلا أن مقاتلينا يقاومون». وأوضح أن قوات القذافي غيرت تكتيكها وهي باتت تركز على قصف مخازن الوقود «لحرمان الثوار من الوقود». وعلى صعيد المواجهات في الجبل الغربي، أفادت وكالة «فرانس برس» أن الحرس الوطني التونسي أعلن سقوط ست قذائف ليبية على الأقل قبل ظهر أمس على الأراضي التونسية قرب المركز الحدودي التونسي الذهيبة (جنوب) من دون وقوع إصابات أو أضرار. وسمع عند منتصف النهار من المركز الحدودي دوي قصف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ على الجانب الليبي من الحدود. وقال الجيش التونسي إن إطلاق النار مصدره قطاع بلدة الزغايا الليبية التي تبعد 10 كلم من الحدود بين البلدين حيث تدور مواجهات بين قوات المعارضة الليبية المسلحة والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي. والخميس سقطت على الأراضي التونسية 14 قذيفة مصدرها القطاع ذاته اثنتان منها وقعتا في أرض خلاء في مدينة الذهيبة التي تبعد أربعة كلم عن المركز الحدودي. وتحاول قوات القذافي السيطرة على بلدة الزغايا في منطقة جبل نفوسة الوعرة بهدف قصف المواقع التي يسيطر عليها الثوار وضمنها وازن في الجانب الليبي من الحدود بين البلدين التي تشكل منفذاً مهماً للاجئين الليبيين. وكانت القوات الحكومية شنّت الأسبوع الماضي هجوماً على المركز الحدودي غير أن المتمردين عادوا وسيطروا عليه. ويسعى الجانبان للسيطرة على هذا المركز الحدودي والطريق الى مدينة نالوت (غرب ليبيا) التي تبعد 50 كلم عن الحدود، وهو محور استراتيجي يؤدي الى الزنتان ما يتيح للثوار الحصول على إمدادات المؤن والبنزين.