لعل من الأمور المستغربة هو ما قد يقع مخالفا على ما اعتاده المجتمع من عرف وتقاليد متوارثة وخصوصا في الأمور الاجتماعية وكثير من لافتيات يؤدين هذا التوجه وان كنت الأمور نسبية نوعا ما , والمجتمع السعودي ربما لا يرى بأسا من أن يتزوج الرجل فتاة تصغره بسنين عديدة ولكنه ربما بنصب عدد من علامات الاستفهام أمام الفتاة الكبيرة التي تتزوج رجل اصغر منها(اليوم) بحثت هذا الأمر الذي وجدت فيه كثيرا من الصعوبة اعتبار أنه يدخل من زاوية الخصوصية الاجتماعية وكان هذا الاستطلاع: بداية تتحدث سميرة متسائلة ما العيب في ذلك , أهم شيء الاتفاق بين الطرفين وحتما سيعلم الشاب بعمر من يخطبها قبل الزواج فان وافق فلا بأس وانا حقيقة اعرف حالات كثيرة حدثت وكانت فيها الزوجة اكبر من زوجها وهم يعيشون حاليا سعادة يسودها التفاهم ولكن المشكلة تكمن في بعض الأمهات التي ربما ترع ابنها بشدة ان نوى الارتباط فتاة لو كانت تكبره بسنة أو سنتين! ولماذا تقف تلك السيدة كحجر عثرة أمام من اختارها ابنها زوجة له وشريكة لحياته ولتفكر تلك السيدة بجدية لو كان الأمر بالعكس فما سيكون موقفها؟ وتخالفها الرأي السيدة.. أم خالد التي قالت بحدة انا افضل ان يتزوج ابني فتاة تصغره سنا لان الزواج مسؤولية كبيرة مشتركة بين الرجل والمرأة وأنت تعلمين أن عملية الانجاب قد تظهر المرأة اكبر سنا ضعفا على أنها أصلا اكبر من ابني ثم دعيني أسألك لماذا يتزوج فتاة أكبر منه أيوجد ندرة بالفتيات. فهن أكثر من الهم على القلب وتلك عادتنا وتقاليدنا وقد تربينا عليها وسنموت عليها ولا نريد ان نكون أضحوكة للآخرين. وقالت هيفاء من الخطأ الكبير أن تخاطر الفتاة وتغامر بالزواج بشاب يصغرها سنا بحجة الهرب من شبح العنوسة الرهيب فتلك مغامرة محفوفة بالمخاطر واستمرارية ذاك الزواج وان طالت فإنها لن تدوم ولا أريد أن يعيرني يوما من الايام باني اكبر منه ولنأخذ مثالا في منحى آخر فالفتاة بالإمكان ان تتحمل مسؤولية الزوج والبيت وهي في سن 17 عاما أما الشاب في مثل هذه السن فيكون في مرحلة المراهقة المتأخرة إضافة إلى إن تصرفاته غير منضبطة وطائشة أحيانا والمشاهد كثيرة وبحثنا من داخل المجتمع العربي عموما والخليجي خصوصا. بتفكير عميق قالت جميلة ربما أوافق ولكن في المؤكد سأرفض ان اقترن بزوج اصغر مني سنا وذلك لاسباب عديدة لعل من أبرزها عدم التكافئ في مثل هذه الزيجة التي تعترضها كثير من المعوقات فمثلا فارق السن لا يكون واضحا في بداية الزواج لكنه حتما ستظهر بوادر كبر السن مع متاعب الحياة وأحداثها والحمل والولادة وتظهر الفتاة اكبر من سنها الحقيقي وستظهر مشاكل لا يكون لها حسبان ولن تنفع صالات الرياضة وأيضا لن تجدي كافة ادوات المكياج وسرعان ما تكونين زبونة دائما لمستحضرات ازالة التجاعيد. هدى قالت تعودنا أن تكون الزوجة اصغر سنا من الزوج بحيث يكون اكثر منها خبرة وقادرا على تحمل أعباء حياة جديدة وله دراية بأمور عديدة ولا أستطيع أن أتصور أني متزوجة بشاب في نفس عمري فكيف اقترن بشاب أصغر مني فلا أخفيك سرا فعمري الآن 20 عاما واتمنى أن أتزوج رجلا يكون عمره 40 عاما أو اكثر, فكثير من الشباب الاستهتار لديهم بلغ مدى لا يمكن تصوره أما الرجل الذي بلغ الأربعين عاما فهو ذلك الرجل الناضج الذي سيكون ابي وزوجي واخي ولا يكون دلوعة الماما واعتقد أن كثيرا من الفتيات يشاركونني الرأي أليس كذلك؟ وكان للشباب نصيب في هذا الاستطلاع حيث قال سعود ان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة أليس هو قدوتنا ومعلمنا فقد كان عليه الصلاة والسلام يبلغ من العمر 25 عاما عندما تزوج السيدة خديجة ام المؤمنين التي كان عمرها 40 عاماً أي أن الفرق بين عمره صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة ما يقارب 15 عاماً فكيف نستنكر أمرا هو واقع عاشه رسول الله ثم ما المانع في ذلك فأنا أتزوج فتاة لعمرها فقد قال رسول الله في معنى الحديث تنكح المرأة لأربع لما لها ولجمالها ولحسبها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك ولم يتطرق عليه الصلاة والسلام لموضوع العمر فالزواج هو مودة ورحمة وليس قانون رياضيات وأرقام. طارق قال أن السعادة الزوجية لا تكون في صغر سن الفتاة أو في عمرها بل في المودة والرحمة والتفاهم وما هي المشكلة ان تراضى الطرفان ببعضهما البعض فإن كانت الفتاة ذات خلق ودين وتخاف الله ومن أسرة كريمة فما المانع، أن ذلك اعتبره جحودا ونكرانا، وكرم من الله تعالى أن تجد مثل تلك الفتاة وتمانع الزواج والاقتران بها بحجة أنها أكبر منك بسنة أو سنتين وما الحكمة في ذلك وعموماً أن الزواج كما يقولون قسمة ونصيب ولا يعلم الإنسان أين سيكون نصيبه. وقال أبو محمد حقيقة أنا لا أرى عيباً في ذلك بل العيب فينا نحن الذين نتشبث في عادات لم ينزل الله بها من سلطان وأنا سأقول لكم الحقيقة ابني الثاني متزوج من بنت جيراننا وهي أكبر منه بثلاث سنوات ولكم أن تتخيلوا كيف تعاملني وتعامل أم محمد، بكل لطف تتعامل معنا وطلاقة وجه ولا تألوا جهداً في ذلك بعكس الآخرين الذين دوماً يقولون أمك فعلت كذا وكذا. وأبوك قال كذا فتوغر قلب الابن على والديه وهذه حقيقة أنا عايشتها وكي أكون صادقا معك لا أخفي بأني كنت قلقا من فارق السن بين ابني وزوجته ولكن بعدما أخبرتني والدته برضاه التام واقتناعه لم يكن من بد للنزول لرغبته. عبد العزيز قال قد يكون الأمر طبيعياً لدى البعض ولهم الحرية في ذلك أما أنا فلي وجهة نظر خاصة فليس من الواقع أن يتزوج الشاب مرأة هي في سن أمه أو أخته الكبيرة ولعلكم تذكرون تلك القصة التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما علم أن أحد أصحابه تزوج أمرأة ثيبا فقال عليه الصلاة والسلام إلا تزوجتها بكراً تلاعبها وتلاعبك فقال الصحابي أن لي أخوة صغارا وددتها أن ترعاهم، ربما لا يوافقني الكثير لكن هذا رأي شخصي غير ملزم للآخرين ويكون الأمر نسبياً بين هذا وذاك. أكثر عمقاً ونضجاً الباحث الاجتماعي محمد صالح المسعود قال ل ( اليوم) ربما ما نلاحظه بأن الأهل في الفترة الأخيرة لا يعيرون عمر الفتاة ذلك الاهتمام السابق فالنظرة باتت أكثر عمقاً ونضجاً مما قبل فالفارق بين عمر الزوجين لا يشكل عائقاً لما الفتاة كانت أكبر من زوجها مثل على سبيل المثال توسع الإدراك والثقافة والتعليم والاستقرار النفسي والذهني أما من يعتقد بأن ذلك الفارق السني سيؤثر سلباً في المستقبل البعيد فأنا أشك في ذلك لأن الاتفاق بين الطرفين محسوم سلفاً وهم يعون ذلك ولن تحدث أي إشكالية أو مشكلات معينة. ويتابع المسعود حديثه إلى أن حالات كثيرة مرت علينا قد عاش فيها الزوجان حالة هدوء واستقرار واستمرت الحياة التي كانت ناجحة بكافة المقاييس.